فتى موسى
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
فتى موسى
يقول الحق سبحانه في سورة الكهف :
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)
النقاش مفتوح حول فتى موسى المذكور في هذه الآيات .
* من يكون ؟
* ما دوره في رحلة موسى ؟
* هل فعلا شرب من عين الحياة ؟
* هل هو نفسه يوشع بن النون الذي أخرج بني اسرائيل من التيه ودخل بهم إلى الأراضي المقدسة ؟
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60)
فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61)
النقاش مفتوح حول فتى موسى المذكور في هذه الآيات .
* من يكون ؟
* ما دوره في رحلة موسى ؟
* هل فعلا شرب من عين الحياة ؟
* هل هو نفسه يوشع بن النون الذي أخرج بني اسرائيل من التيه ودخل بهم إلى الأراضي المقدسة ؟
رد: فتى موسى
متابعه .جزاك الله خيرا
مااعرفه ان كلمه فتاى تطلق على الاسير
مااعرفه ان كلمه فتاى تطلق على الاسير
sama- عدد المساهمات : 678
تاريخ التسجيل : 21/02/2016
رد: فتى موسى
جزاك الله خيرا على طرح الموضوع
حقيقة أخي لا أعرف لكن الذي حيرني انه تم ذكره في الآيات الكريمة ثم انقطعت أخباره ..
حقيقة أخي لا أعرف لكن الذي حيرني انه تم ذكره في الآيات الكريمة ثم انقطعت أخباره ..
زائر- زائر
رد: فتى موسى
الان وانا اقرأ الموضوع خطر ببالي خاطرة
الحوت
هل هناك علاقة بين الحوت الذي دل على الخضر
وبين الحوت الذي ابتلع يونس عليه السلام
سابحث في الموضوع بشكل عام
ولكن فعلا أتساءل لماذا جعل الله حياة الحوت دليلاً لإيجاد الخضر
الحوت
هل هناك علاقة بين الحوت الذي دل على الخضر
وبين الحوت الذي ابتلع يونس عليه السلام
سابحث في الموضوع بشكل عام
ولكن فعلا أتساءل لماذا جعل الله حياة الحوت دليلاً لإيجاد الخضر
بنت الخطاب- المشرفة العامة
- عدد المساهمات : 1324
تاريخ التسجيل : 02/01/2017
رد: فتى موسى
بارك الله فيك موضوع مهممحبة الرحمن كتب:الان وانا اقرأ الموضوع خطر ببالي خاطرة
الحوت
هل هناك علاقة بين الحوت الذي دل على الخضر
وبين الحوت الذي ابتلع يونس عليه السلام
سابحث في الموضوع بشكل عام
ولكن فعلا أتساءل لماذا جعل الله حياة الحوت دليلاً لإيجاد الخضر
قرأت بعض التحليلات عن سيدنا الخضر وانه حي يرزق للان
ووجدت أنهم يصفوه بصفات تشبه مايأتي بالرؤى أنه لحيته بيضاء ووجهه فيه الوقار المنير
ووجدت انهم يتكلمون ان الفتى قد يكون ابن اخت سيدنا موسى
وبعضهم قال هو نبي ومات بعد سيدنا موسى عليه السلام ب25 عام
وقيل انه الشخص الوحيد الذي أمسك الله الشمس لأجله عن الظهور
لكن يبقى سؤالي
لماذا لم يتم ذكره الا لوقت اللقاء مع الخضر ثم اختفى
زائر- زائر
رد: فتى موسى
{وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ }
لنتوقف قليلا حول دلالة هذه الآية وما المراد من كلمة فتى .
فهناك أربعة أقوال حول المقصود بفتى موسى :
القول 1 :
الفتى عند العرب تطلق على الشاب ذو القوة الجسدية .
وبهذا المعنى يكون الفتى الذي رافق موسى صاحب قوة .
لكن ما حاجة موسى إلى مرافق قوي في رحلته وهو ذاهب في الأصـــل لأجل لقاء رجل صالح أوتي علما لا يعرفه وفي حاجة ماسة في معرفته ؟
القول 2 :
الفتى هو الخادم الذي بلغ مبلغ الشباب .
وسمي بذلك من باب الأدب في التسمية لأن الشريعة ندبت إلى ذلك ، حيث جاء في الحديث "
لا يقل أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي " .
ولا يمكن أن نقول بأن فتى موسى كان خادما بسيطا باعتبار أنه كان ذا علم وأشار إلى موسى بالذي يجب فعله عندما ضاع الحوت " أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت " فهنا يقر بخطئه ويشير إلى كيفية إصلاحه وتداركه ، والخادم كما هو معلوم ومقررعند العامة والخاصة أنه ينفد أوامر سيده وليس يُصدرها .
القول 3 :
المراد بالفتى هنا هو العبد ، لأن كلمة الفتى أطلقت في بعض المواضع من القرآن وجاءت بمعنى العبد مثلما قالت نسوة المدينة حول مراودة امرأة العزيز ليوسف " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ " ويوسف كان عبد لها قد أعتقته . لكن هذا المعنى يمكن رده بآية أخرى حيث أن كفار قوم ابراهيم كانوا يطلقون عليه فتى وهو لم يكن عبد لأي أحد : " قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ "
لذلك لا يمكن أن ندعي أن كل فتى في القرآن تحمل على معنى العبودية .
القول 4 :
قيل أنه سمي فتى لأنه لزمه ليتعلم منه وإن كان حرا .
بمعنى أنه سمي بفتى لكونه كان تابعا لموسى لا يفارقه .
لكننا نلحظ من قصته مع موسى أنه فارقه بمجرد أن وَجدا العبد الصالح .
فلماذا لم يستمر معه لأجل أن يتعلم ممن هو أعلم من موسى ، ومقصده الأكبر من مرافقة موسى هو العلم .
كل هذه الأقوال قريبة ومحتملة لكن الرأي الذي أراه والله أعلم أنه سمي بالفتى من أجل التعريف بالعمر الذي كان فيه فقط .
فالقرآن أعطى لكل مرحلة من العمر اسما مُعينا ، فأول الأسماء التي تطلق على الإنسان هي :
1. طفل
2. صبي
3. غلام .
4. فتى
5. كهل
6. شيخ
أي أن الفتى هو الذي عمره بين سن الغلام وسن الكهل .
فالغلام : هو الذي تجاوز مرحلة الصبا .
والكهل : هو الذي تجاوز سن 33 سنة .
والفتى هو الذي بلغ ذروة الشباب وهذا هو أهم معنى أعتقده والله أعلم .
لأن يوسف لما راودته زُلخيا كان في ذروة شبابه حتى يكون الاختبار عليه أشد وتصبح قصته مَثلا سائرا عبر الأجيال .
وعلي رضي الله عنه سمي يوم بدر بالفتى لما غلب مبارزيه وعمره لم يتجاوز 22 سنة . " لا فتى إلا علي " (الرواية ضعيفة ) .
وابراهيم سموه بالفتى لأنه كان في ذروة شبابه وأرادوا أن يحقروا منه عن طريق هذه التسمية لما حطم الأصنام .
فقالوا : "سمعنا فتى يدكرهم يقال له ابرهيم " كأنهم قصدوا أن إبراهيم مجرد شاب في لحظة غضب قام بتحطيم الأصنام من أجل التباهي بقوته أمام أقرانه ، وقالوا ذلك عن عمد حتى يُحرفوا الهدف الحقيقي من وارء تحطيمه للأصنام وهو لكونها أوثان لا تنفع أو تضر وأنه مبعوث من عند الله لأجل تصحيح مُعتقدهم .
إذن موسى اختار فتاه لكونه في ذروة شبابه وهو أفضل سن لأجل التعليم وأشد سن لأجل الاختبار، ثم قال له :
{لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}
كلمة لا أبرح أتفق شيوخ التفسير الثلاثة (القرطبي ، ابن كثير ، الطبري ) على أنه قصد : لا أزال سائرا .
أي أن موسى يقول لفتاه لن آخد راحة المسافر في هذه الرحلة حتى أبلغ هدفي وهو مجمع تلاقي البحرين .
والسؤال الآن : ما الذي يجعل موسى مستعجلا ولا يريد أن يتأخر في رحلته لدرجة أنه قال لن أتوقف في هذه الرحلة وسأظل سائرا حتى النهاية كل هذا لاجل أن يربح الوقت ؟
لابد أنه كان يخشى أن يفوته موعد معين إذا طال زمن رحلته .
ثم لما علم أن رحلته قد تطول ولا يجد ذلك المكان الذي يسير إليه وضع أجل لهذا السفر وهو أن لا يجاوز فيه حقبا .
وكلمة حقبة :
قيل : أنها ثمانون سنة .
وقيل : أنها سنة وهي لغة أحد القبائل العربية (بني قيس )
وقيل : أن الحقبة برهة من الزمان مبهم غير محدود وهذا قول النحاس .
وأراه قولا ضعيفا .
بل الحقبة برهة من الزمان أجلها محدود .بدليل أنها ذكرت مفردة في هذه القصة وجاءت بصيغة الجمع في آية أخرى فقال سبحانه : {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا } وأحقابا جمع حقبة
بمعنى أنه كلما انتهت حقبة دخلوا في حقبة أخرى ، وهذا يعني أن الحقبة لها أجل معين تنتهي فيه .
فموسى علم أنه لا يقدر أن يظل سائرا عمره كله ، فوضع على نفسه سقفا معينا لا يتجاوزه وهو أن يمضي في رحلته حقبة زمنية إذا انتهت يرجع من حيث أتى .
والحقبة أحسبها لا تتجاوز السنة لأن القرآن نزل بلغة العرب ومادام أن أحد القبائل (بني قيس ) يعرفون دلالة هذه الكلمة فالأصل أن يُؤخد معناها منهم .
والسؤال الآن : لماذا موسى مستعجل ويريد أن يعود إلى مصر في أقرب وقت ، وشرط ألا يتجاوز سنة في هذه الرحلة (الحد الأقصى) ، وحتى لا يتأخر ويربح الوقت أراد أن لا يتوقف في رحلته ويظل سائراً ؟
لنتوقف قليلا حول دلالة هذه الآية وما المراد من كلمة فتى .
فهناك أربعة أقوال حول المقصود بفتى موسى :
القول 1 :
الفتى عند العرب تطلق على الشاب ذو القوة الجسدية .
وبهذا المعنى يكون الفتى الذي رافق موسى صاحب قوة .
لكن ما حاجة موسى إلى مرافق قوي في رحلته وهو ذاهب في الأصـــل لأجل لقاء رجل صالح أوتي علما لا يعرفه وفي حاجة ماسة في معرفته ؟
القول 2 :
الفتى هو الخادم الذي بلغ مبلغ الشباب .
وسمي بذلك من باب الأدب في التسمية لأن الشريعة ندبت إلى ذلك ، حيث جاء في الحديث "
لا يقل أحدكم عبدي وأمتي وليقل فتاي وفتاتي " .
ولا يمكن أن نقول بأن فتى موسى كان خادما بسيطا باعتبار أنه كان ذا علم وأشار إلى موسى بالذي يجب فعله عندما ضاع الحوت " أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت " فهنا يقر بخطئه ويشير إلى كيفية إصلاحه وتداركه ، والخادم كما هو معلوم ومقررعند العامة والخاصة أنه ينفد أوامر سيده وليس يُصدرها .
القول 3 :
المراد بالفتى هنا هو العبد ، لأن كلمة الفتى أطلقت في بعض المواضع من القرآن وجاءت بمعنى العبد مثلما قالت نسوة المدينة حول مراودة امرأة العزيز ليوسف " وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ " ويوسف كان عبد لها قد أعتقته . لكن هذا المعنى يمكن رده بآية أخرى حيث أن كفار قوم ابراهيم كانوا يطلقون عليه فتى وهو لم يكن عبد لأي أحد : " قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ "
لذلك لا يمكن أن ندعي أن كل فتى في القرآن تحمل على معنى العبودية .
القول 4 :
قيل أنه سمي فتى لأنه لزمه ليتعلم منه وإن كان حرا .
بمعنى أنه سمي بفتى لكونه كان تابعا لموسى لا يفارقه .
لكننا نلحظ من قصته مع موسى أنه فارقه بمجرد أن وَجدا العبد الصالح .
فلماذا لم يستمر معه لأجل أن يتعلم ممن هو أعلم من موسى ، ومقصده الأكبر من مرافقة موسى هو العلم .
كل هذه الأقوال قريبة ومحتملة لكن الرأي الذي أراه والله أعلم أنه سمي بالفتى من أجل التعريف بالعمر الذي كان فيه فقط .
فالقرآن أعطى لكل مرحلة من العمر اسما مُعينا ، فأول الأسماء التي تطلق على الإنسان هي :
1. طفل
2. صبي
3. غلام .
4. فتى
5. كهل
6. شيخ
أي أن الفتى هو الذي عمره بين سن الغلام وسن الكهل .
فالغلام : هو الذي تجاوز مرحلة الصبا .
والكهل : هو الذي تجاوز سن 33 سنة .
والفتى هو الذي بلغ ذروة الشباب وهذا هو أهم معنى أعتقده والله أعلم .
لأن يوسف لما راودته زُلخيا كان في ذروة شبابه حتى يكون الاختبار عليه أشد وتصبح قصته مَثلا سائرا عبر الأجيال .
وعلي رضي الله عنه سمي يوم بدر بالفتى لما غلب مبارزيه وعمره لم يتجاوز 22 سنة . " لا فتى إلا علي " (الرواية ضعيفة ) .
وابراهيم سموه بالفتى لأنه كان في ذروة شبابه وأرادوا أن يحقروا منه عن طريق هذه التسمية لما حطم الأصنام .
فقالوا : "سمعنا فتى يدكرهم يقال له ابرهيم " كأنهم قصدوا أن إبراهيم مجرد شاب في لحظة غضب قام بتحطيم الأصنام من أجل التباهي بقوته أمام أقرانه ، وقالوا ذلك عن عمد حتى يُحرفوا الهدف الحقيقي من وارء تحطيمه للأصنام وهو لكونها أوثان لا تنفع أو تضر وأنه مبعوث من عند الله لأجل تصحيح مُعتقدهم .
إذن موسى اختار فتاه لكونه في ذروة شبابه وهو أفضل سن لأجل التعليم وأشد سن لأجل الاختبار، ثم قال له :
{لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا}
كلمة لا أبرح أتفق شيوخ التفسير الثلاثة (القرطبي ، ابن كثير ، الطبري ) على أنه قصد : لا أزال سائرا .
أي أن موسى يقول لفتاه لن آخد راحة المسافر في هذه الرحلة حتى أبلغ هدفي وهو مجمع تلاقي البحرين .
والسؤال الآن : ما الذي يجعل موسى مستعجلا ولا يريد أن يتأخر في رحلته لدرجة أنه قال لن أتوقف في هذه الرحلة وسأظل سائرا حتى النهاية كل هذا لاجل أن يربح الوقت ؟
لابد أنه كان يخشى أن يفوته موعد معين إذا طال زمن رحلته .
ثم لما علم أن رحلته قد تطول ولا يجد ذلك المكان الذي يسير إليه وضع أجل لهذا السفر وهو أن لا يجاوز فيه حقبا .
وكلمة حقبة :
قيل : أنها ثمانون سنة .
وقيل : أنها سنة وهي لغة أحد القبائل العربية (بني قيس )
وقيل : أن الحقبة برهة من الزمان مبهم غير محدود وهذا قول النحاس .
وأراه قولا ضعيفا .
بل الحقبة برهة من الزمان أجلها محدود .بدليل أنها ذكرت مفردة في هذه القصة وجاءت بصيغة الجمع في آية أخرى فقال سبحانه : {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا } وأحقابا جمع حقبة
بمعنى أنه كلما انتهت حقبة دخلوا في حقبة أخرى ، وهذا يعني أن الحقبة لها أجل معين تنتهي فيه .
فموسى علم أنه لا يقدر أن يظل سائرا عمره كله ، فوضع على نفسه سقفا معينا لا يتجاوزه وهو أن يمضي في رحلته حقبة زمنية إذا انتهت يرجع من حيث أتى .
والحقبة أحسبها لا تتجاوز السنة لأن القرآن نزل بلغة العرب ومادام أن أحد القبائل (بني قيس ) يعرفون دلالة هذه الكلمة فالأصل أن يُؤخد معناها منهم .
والسؤال الآن : لماذا موسى مستعجل ويريد أن يعود إلى مصر في أقرب وقت ، وشرط ألا يتجاوز سنة في هذه الرحلة (الحد الأقصى) ، وحتى لا يتأخر ويربح الوقت أراد أن لا يتوقف في رحلته ويظل سائراً ؟
عدل سابقا من قبل أمين في السبت مايو 13, 2017 1:15 am عدل 1 مرات
رد: فتى موسى
اظن والله اعلم يا أخي أن الجواب هو أنه كان يخشى عاقبة تأخره عن بني إسرائيل، فقد خذلوه مرارا
بنت الخطاب- المشرفة العامة
- عدد المساهمات : 1324
تاريخ التسجيل : 02/01/2017
رد: فتى موسى
بارك الله فيك هل
للأمر ارتباط بفرعون والتحدي الذي كان بينه وبين موسى عليه السلام
للأمر ارتباط بفرعون والتحدي الذي كان بينه وبين موسى عليه السلام
زائر- زائر
رد: فتى موسى
جزاك الله خيرا اخى اظن ليحلق بموعد التحدى مع فرعون (يوم الزينه )كما اشرت انت والله اعلم
sama- عدد المساهمات : 678
تاريخ التسجيل : 21/02/2016
رد: فتى موسى
سبحان الله
لم يخطر في بالي موضوع يوم الزينة
ولكن بعد ذكر الأمر بدأت أفكر واحلل طبيعة المواقف التي مر بها موسى مع الخضر عليهما السلام
طبيعة العلم اللدني الذي رآه موسى عليه السلام
ترى هل اقتضت حكمة الله أن يشهد موسى عليه السلام هذه الأمور قبل التحدي، هل إراد له الله أن يشاهدها ليثبته في تحدي السحرة وفي موقف شق البحر
ننتظر تعليقك اخي امين
لم يخطر في بالي موضوع يوم الزينة
ولكن بعد ذكر الأمر بدأت أفكر واحلل طبيعة المواقف التي مر بها موسى مع الخضر عليهما السلام
طبيعة العلم اللدني الذي رآه موسى عليه السلام
ترى هل اقتضت حكمة الله أن يشهد موسى عليه السلام هذه الأمور قبل التحدي، هل إراد له الله أن يشاهدها ليثبته في تحدي السحرة وفي موقف شق البحر
ننتظر تعليقك اخي امين
بنت الخطاب- المشرفة العامة
- عدد المساهمات : 1324
تاريخ التسجيل : 02/01/2017
رد: فتى موسى
جزاكم الله خيرا
سوف أضع جوابا لسؤالي من وجهتي الخاصة في المشاركات القادمة .
أريد في هذه المشاركة فقط التنبيه على أمرين :
الأمر 1 :
عبارة القرآن أضافت الفتى إلى موسى (فتاه) ، وهذه الإضافة بلا شك مقصودة وتكشف بلا ريب عن علاقة معنية بينهما إما أنه قريب له قرابة نسب كما قيل أنه ابن خالته أو أنه وصيه أُوكل لموسى مهمة تعليمه باعتباره سيكون خلفه في بني اسرائيل ، أو أنه عبد له ملزم عليه أن يتبع سيده أينما ولى وجهه .
واسمه كما جاء في كتب التفسير هو : يوشع بن نون .
وقد وصفه ابن عباس أنه هو السابق إلى موسى :
{السُّبَّقُ ثلاثةٌ فالسَّابقُ إلى موسى يُوشَعُ بنُ نونٍ والسَّابقُ إلى عيسى صاحِبُ يس
والسَّابقُ إلى محمَّدٍ عليُّ بنُ أبي طالبٍ } .
ولا أعرف مقصوده بالسبق هنا هل هو القرابة لأن الحق سبحانه قال : { والسابقون السابقون أولائك المقربون }
الأمر 2 :
موسى قال لفتاه : {وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا } .
حتى : حرف جر يدل على انتهاء الغاية .
فموسى يُخبر فتاه أنه سيظل سائرا في رحلته ولن يتوقف عن المسير حتى يصل إلى مجمع البحرين أو يمضي في سيره حقبة زمنية معلومة الأجل (في الغالب أقل من سنة ) لأجل البحث عن ذلك المجمع وإذا لم يتوفق في إدراك بغيته أنهى رحلته وعاد من حيث أتى .
لكن ماهو مجمع البحرين ؟
من خلال الكلمة يتبين أنه عبارة عن مكان متواجد في البحر يجتمع ويتلاقى فيه بحرين مُعيين تم إبهام مُسماهما .
وأمكنة تلاقي البحور مع بعضها عديدة لذلك تنوعت الأقوال حول ذلك المجمع ، لكن أبرز تلك الأماكن المحتملة والمرشحة هي :
* مجمع إلتقاء البحر الأبيض مع البحر الأطلسي
* مجمع إلتقاء البحر الأبيض مع البحر الأسود
* مجمع إلتقاء البحر الأحمر مع بحر العرب .
والغريب أن موسى لم يسمي ذلك المجمع لفتاه بل ذكره من غير تسمية لمسماه : {أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ} .
وهذا يعني أمرين : إما أن موسى لا يريد كشف مكان المجمع للفتى ، أو أن موسى هو بنفسه لا يعرف المكان بالتحديد كل الذي يعرفه أنه سوف يلتقي العبد الصالح عند مجمع يتلاقى فيه بحرين وتكون علامة تواجده في المكان الصحيح هو فقدان الحوت ، وهذا يعني أن موسى عليه أن يشد الرحال إلى جميع الأماكن التي تتلاقى فيها البحور وينتظر علامة فقد الحوت ، وهذا السفر بهذا المقصد يستلزم بالضرورة أن يطوف بحار العالم كلها عسى أن يجد ذلك المكان الذي يبحث عنه .
وفي الغالب الإحتمال الثاني هو الذي يُفسر سبب تنكير موسى لاسم مجمع البحرين . ويفسر لماذا شرط على نفسه ألا يتجاوز حقبة زمنية في البحث ، فلو كان يعرف وجهته بالتحديد لما قيد رحلته بهذا الأجل . ويفسر لماذا اصاب موسى النصب والتعب من تلك الرحلة الشاقة . " آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا " فبلا ريب أن الرحلة كانت شاقة ومتعبة على كليهما .
فلما استيأس ونفدت همته وشعر بالتعب والنصب والجوع وقتها جاءه الفرج ووجد ما كان يبحث عنه .
رد: فتى موسى
من الصفات التي إمتاز بها موسى عليه السلام هو العجلة في طلب الخير وعدم التسويف في الإقبال عليه .
ّ{ وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}
نفس الشيء نجده لما أراد البحث عن عبد يملك علما يحتاج إلى معرفته .
حيث أنه كان مصمما على إيجاده حتى لو اقتضى الحال أن يطوف كل البحارفي أجل لا يتعدى الحقبة الزمنية .
فنلاحظ من قصة موسى مع فتاه ملحظين :
الملحظ الأول : أن موسى يُريد إيجاد العبد الصالح في أقرب وقت ممكن لذلك شرط على نفسه أن يدع الراحة في السير إليه فقال لفتاه :{ لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين } ولما علم أن سفره قد لا يكلل بما يتمناه استدرك وخفف من شرطه فقال : { أو أمضي حقبا } أي إذا مضت حقبة معينة من الزمن سوف أرجع إلى حال سبيلي ، وهذا يعني أن عودته إلى مصر أوكد من هذه الجهة من البقاء في محاولة إيجاد العبد .
الملحظ الثاني : أن موسى لا يسعى في البحث عن ذلك العالم فقط لأجل زيادة علمه فيما يجهله ، أو عنده فضول في التعرف عمن خصه الله بعلم لدني يتشوف إلى معرفته ، بل نلحظ أنه مصر على لقاء ذلك العبد ولو كلفه الأمر تحمل أشد صعاب السفر ، وهنا يتبين لنا أهمية ذلك اللقاء بالنسبة لموسى .
والآن نتساءل عن سبب إصرار موسى على لقاء العبد الصالح في أقرب أجل ممكن ؟
والجواب الذي أجده أقرب لصواب على الأقل بالنسبة لي هو أن لديه موعد لا يريد أن يخلفه ، لذلك شرط على نفسه ألا يتجاوز حقبة زمنية أثناء المسير إلى مجمع البحرين ، فكأنه يتسارع مع الزمن ويخشى أن يفوته موعد مطالب بالالتزام به .
وهذا الموعد لا أحسبه والله أعلم بالمراد سوى : يوم الزينــــــــــــــة
حيث أنه تجادل مع فرعون وحددا من خلاله موعد لتناظر بينه وبين أتباعه من السحرة ، اشترط فرعون تحديد مكان المناظرة (مكانا سوى) ، أما موسى فاشترط اختيارالزمان (يوم الزينة ) ..
وهنا علينا أن نقف وقفة تأملية :
من أهم الأمور التي ينبغي على كل مناظر أن يراعيها أثناء مناظرته وهو العلم الدقيق في المنظور حوله .
وبما أن موسى سيناظر السحرة في السحر فالواجب عليه أن يكون ملما بعلوم السحرة إذا أراد أن يحقق فوزا يضعف به سلطان فرعون الذي طغى وتجبر على الناس بسحره وسحرته .
ونحن نعلم أن موسى ليس بساحر ولم يسبق له تعلم هذا العلم الذي أشاعه فرعون في مصر فهو نبي معصوم من تعلم ما هو منهي عنه حتى ولو عاش في بيئة تحتضن السحر وتتفاخر به .
وعليه لم يبقى أمام موسى سوى البحث عمن يُطلعه على علم يكشف له حقيقة إظهار زيف السحر، حتى يناظر السحرة عن علم وبينة وليس عن جهل وعصبية .
فهذا العلم الذي سعى لتعلمه أحسبه والله أعلم هو العلم اللدني الذي كان مُصرا على تعلمه من العبد الصالح بأي طريقة كانت ونزل عن علو مكانته التي شرفه الله بها ورضي أن يكون تابعا لغيره في سبيل تحصيل ما يسعى إليه فقال له عند أول سؤال وبكل تواضع ولجم لكبرياء النفس " هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا " .
فلو تتبعنا القصص الثلاثة التي إختارها ذلك العبد عن عمد لأجل تعليم موسى وكأنه كان مراقبا له منذ أمد ويعرف عنه تفاصيل حياته وأهم صفاته ، سنجد أن جميعها تصب في خدمة ما يسعى موسى إلى معرفته في مناظرة السحرة ، فالعلم اللدني أو علم الحقيقة يتجاوز علم الظاهر ويبحث عن حقيقة السرائر وعلل الأسباب ، والعالم به لا ينخدع بزيف الأشكال مهما بدا جمالها ، ولا يستعجل في الحكم على الأعمال مهما استنكر من قُبحها ، ولا يُصحح واقعا بالقول بل بالفعل الحكيم المزين بالصمت .
فمن علمه الله علم الحقيقة يستحيل أن يقع في شباك وهم السحر مهما كان السحر مُحكما والساحر مُعلمًا .
* فالغلام كان شكله بالنسبة لموسى يوحي أنه زكي طاهر ومع ذلك قتله العبد الصالح لأنه لم يغتر بزيف شكله الذي يستر سيء طبعه وسوء خلقه وخبث سريرته بمن أحسن إليه ، فعاتبه موسى لما قتله وقال له : " أقتلت نفسا زاكية بغير حق " فأنبأه العبد بعد حين أن حقيقة الإنسان لا تعرف من شكله بل من صميم طبعه ، وهكذا هو حقيقة السحر باطنه سراب وظاهره سحاب ، جميل في العين قبيح في القلب ، لذلك لم تُسحر عين موسى لما ناظر السحرة ، بعد تلك الحوادث التي عاينها مع العبد الصالح وإنما سحرت أعين الناس الذين في قلوبهم بقية من باقيا تصديق زيف الباطل : {وسحروا أعين الناس} .
وهناك درس مهم تعلمه من العبد الصالح من تلك الأحداث وهو لزوم الصمت عند إدراك الحقيقة لأن إفشاءها عند غير أهلها مدعاة لتكذيبها واتهام عقل حاملها .
فموسى يعلم أن سحر السحرة مجرد عصي تتحرك من قبل السحرة وليس حيات تسعى كما يراها الناس ، فهل يذهب إلى المسحورين من الناس ويقول لهم لا تنخدعوا بسحرهم إنما سحروا أعينكم فما ترونه وهم لا حقيقة له ، أو يلوذ بالصمت مستطاعه ثم يبحث عن أصل السحر لأجل إبطاله . فالناس في الأول والأخير لن تصدق إلا ما ترى وتسمع ولو كان زيفا أومزاحا ، وسوف تنعت بالجنون كل من يخبرها بضد ما تراه أعينها أو تسمعه آذانها .
أما درس خرق السفينة فتعلم منه أن الأفعال التي تبطل الباطل أو تصوب الخطأ لا يشترط فيها أن تكون مرضية في العقول أو مناسبة للأسباب ، فموسى يعلم أن أفاعي السحرة وهمية و ليس لها وجود حقيقي ومع ذلك ألقى عصاه التي تحولت إلى أفعى عظمى حقيقية أكلت جميع أسحارهم ، فبطل السحر ووقع السحرة ساجدين لرب موسى وهارون ، وقصة خرق السفينة بقي أثرها في وجدان موسى حتى عند لحظة شق البحر. فهي قصص رسمت سلوك موسى مع جميع الفتن التي ستواجهه في سبيل هدم الباطل .
وسوف أتحدث بتفصيل أكثر في بقية المشاركات التي ستتناول قصص موسى الثلاثة مع العبد الصالح وعلاقتها بسحر الدجال الذي سيخرج به في آخر الزمان بإذن الله .
ّ{ وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَى * قَالَ هُمْ أُولَاء عَلَى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}
نفس الشيء نجده لما أراد البحث عن عبد يملك علما يحتاج إلى معرفته .
حيث أنه كان مصمما على إيجاده حتى لو اقتضى الحال أن يطوف كل البحارفي أجل لا يتعدى الحقبة الزمنية .
فنلاحظ من قصة موسى مع فتاه ملحظين :
الملحظ الأول : أن موسى يُريد إيجاد العبد الصالح في أقرب وقت ممكن لذلك شرط على نفسه أن يدع الراحة في السير إليه فقال لفتاه :{ لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين } ولما علم أن سفره قد لا يكلل بما يتمناه استدرك وخفف من شرطه فقال : { أو أمضي حقبا } أي إذا مضت حقبة معينة من الزمن سوف أرجع إلى حال سبيلي ، وهذا يعني أن عودته إلى مصر أوكد من هذه الجهة من البقاء في محاولة إيجاد العبد .
الملحظ الثاني : أن موسى لا يسعى في البحث عن ذلك العالم فقط لأجل زيادة علمه فيما يجهله ، أو عنده فضول في التعرف عمن خصه الله بعلم لدني يتشوف إلى معرفته ، بل نلحظ أنه مصر على لقاء ذلك العبد ولو كلفه الأمر تحمل أشد صعاب السفر ، وهنا يتبين لنا أهمية ذلك اللقاء بالنسبة لموسى .
والآن نتساءل عن سبب إصرار موسى على لقاء العبد الصالح في أقرب أجل ممكن ؟
والجواب الذي أجده أقرب لصواب على الأقل بالنسبة لي هو أن لديه موعد لا يريد أن يخلفه ، لذلك شرط على نفسه ألا يتجاوز حقبة زمنية أثناء المسير إلى مجمع البحرين ، فكأنه يتسارع مع الزمن ويخشى أن يفوته موعد مطالب بالالتزام به .
وهذا الموعد لا أحسبه والله أعلم بالمراد سوى : يوم الزينــــــــــــــة
حيث أنه تجادل مع فرعون وحددا من خلاله موعد لتناظر بينه وبين أتباعه من السحرة ، اشترط فرعون تحديد مكان المناظرة (مكانا سوى) ، أما موسى فاشترط اختيارالزمان (يوم الزينة ) ..
وهنا علينا أن نقف وقفة تأملية :
من أهم الأمور التي ينبغي على كل مناظر أن يراعيها أثناء مناظرته وهو العلم الدقيق في المنظور حوله .
وبما أن موسى سيناظر السحرة في السحر فالواجب عليه أن يكون ملما بعلوم السحرة إذا أراد أن يحقق فوزا يضعف به سلطان فرعون الذي طغى وتجبر على الناس بسحره وسحرته .
ونحن نعلم أن موسى ليس بساحر ولم يسبق له تعلم هذا العلم الذي أشاعه فرعون في مصر فهو نبي معصوم من تعلم ما هو منهي عنه حتى ولو عاش في بيئة تحتضن السحر وتتفاخر به .
وعليه لم يبقى أمام موسى سوى البحث عمن يُطلعه على علم يكشف له حقيقة إظهار زيف السحر، حتى يناظر السحرة عن علم وبينة وليس عن جهل وعصبية .
فهذا العلم الذي سعى لتعلمه أحسبه والله أعلم هو العلم اللدني الذي كان مُصرا على تعلمه من العبد الصالح بأي طريقة كانت ونزل عن علو مكانته التي شرفه الله بها ورضي أن يكون تابعا لغيره في سبيل تحصيل ما يسعى إليه فقال له عند أول سؤال وبكل تواضع ولجم لكبرياء النفس " هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا " .
فلو تتبعنا القصص الثلاثة التي إختارها ذلك العبد عن عمد لأجل تعليم موسى وكأنه كان مراقبا له منذ أمد ويعرف عنه تفاصيل حياته وأهم صفاته ، سنجد أن جميعها تصب في خدمة ما يسعى موسى إلى معرفته في مناظرة السحرة ، فالعلم اللدني أو علم الحقيقة يتجاوز علم الظاهر ويبحث عن حقيقة السرائر وعلل الأسباب ، والعالم به لا ينخدع بزيف الأشكال مهما بدا جمالها ، ولا يستعجل في الحكم على الأعمال مهما استنكر من قُبحها ، ولا يُصحح واقعا بالقول بل بالفعل الحكيم المزين بالصمت .
فمن علمه الله علم الحقيقة يستحيل أن يقع في شباك وهم السحر مهما كان السحر مُحكما والساحر مُعلمًا .
* فالغلام كان شكله بالنسبة لموسى يوحي أنه زكي طاهر ومع ذلك قتله العبد الصالح لأنه لم يغتر بزيف شكله الذي يستر سيء طبعه وسوء خلقه وخبث سريرته بمن أحسن إليه ، فعاتبه موسى لما قتله وقال له : " أقتلت نفسا زاكية بغير حق " فأنبأه العبد بعد حين أن حقيقة الإنسان لا تعرف من شكله بل من صميم طبعه ، وهكذا هو حقيقة السحر باطنه سراب وظاهره سحاب ، جميل في العين قبيح في القلب ، لذلك لم تُسحر عين موسى لما ناظر السحرة ، بعد تلك الحوادث التي عاينها مع العبد الصالح وإنما سحرت أعين الناس الذين في قلوبهم بقية من باقيا تصديق زيف الباطل : {وسحروا أعين الناس} .
وهناك درس مهم تعلمه من العبد الصالح من تلك الأحداث وهو لزوم الصمت عند إدراك الحقيقة لأن إفشاءها عند غير أهلها مدعاة لتكذيبها واتهام عقل حاملها .
فموسى يعلم أن سحر السحرة مجرد عصي تتحرك من قبل السحرة وليس حيات تسعى كما يراها الناس ، فهل يذهب إلى المسحورين من الناس ويقول لهم لا تنخدعوا بسحرهم إنما سحروا أعينكم فما ترونه وهم لا حقيقة له ، أو يلوذ بالصمت مستطاعه ثم يبحث عن أصل السحر لأجل إبطاله . فالناس في الأول والأخير لن تصدق إلا ما ترى وتسمع ولو كان زيفا أومزاحا ، وسوف تنعت بالجنون كل من يخبرها بضد ما تراه أعينها أو تسمعه آذانها .
أما درس خرق السفينة فتعلم منه أن الأفعال التي تبطل الباطل أو تصوب الخطأ لا يشترط فيها أن تكون مرضية في العقول أو مناسبة للأسباب ، فموسى يعلم أن أفاعي السحرة وهمية و ليس لها وجود حقيقي ومع ذلك ألقى عصاه التي تحولت إلى أفعى عظمى حقيقية أكلت جميع أسحارهم ، فبطل السحر ووقع السحرة ساجدين لرب موسى وهارون ، وقصة خرق السفينة بقي أثرها في وجدان موسى حتى عند لحظة شق البحر. فهي قصص رسمت سلوك موسى مع جميع الفتن التي ستواجهه في سبيل هدم الباطل .
وسوف أتحدث بتفصيل أكثر في بقية المشاركات التي ستتناول قصص موسى الثلاثة مع العبد الصالح وعلاقتها بسحر الدجال الذي سيخرج به في آخر الزمان بإذن الله .
رد: فتى موسى
بارك الله فيك اخي
ما شاء الله تبارك الله
ما شاء الله تبارك الله
بنت الخطاب- المشرفة العامة
- عدد المساهمات : 1324
تاريخ التسجيل : 02/01/2017
رد: فتى موسى
ماشاء الله ولا قوه الا بالله جزاك الله خيرا اخى
كلامك حول الامر فكرنى بحديث
جاء في السلسة الصحيحة
(رقم: 2495
الحديث: “ والذي نفسي بيده , لو قتلتموه لكان أول فتنة و آخرها “ .
قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة “ 5 / 657 : أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 42 ) : حدثنا روح حدثنا عثمان الشحام حدثنا # مسلم بن أبي بكرة عن أبيه # أن نبي الله صلى الله عليه وسلم مر برجل ساجد - و هو ينطلق إلى الصلاة - فقضى الصلاة و رجع عليه و هو ساجد , فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من يقتل هذا ? فقام رجل فحسر عن يديه فاخترط سيفه و هزه ثم قال : يا نبي الله ! بأبي أنت و أمي كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد عبده و رسوله ? ثم قال : من يقتل هذا ? فقام رجل فقال : أنا . فحسر عن زراعيه و اخترط سيفه و هزه حتى ارعدت يده فقال : يا نبي الله ! كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله , و أن محمدا عبده و رسوله ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و قال الهيثمي ( 6 / 225 ) : “ رواه أحمد و الطبراني من غير بيان شاف , و رجال أحمد رجال الصحيح “ . و عزاه الحافظ في “ الإصابة “ ( 2 / 174 - 175 ) لمحمد بن قدامة و الحاكم في “ المستدرك “ . و لم أره فيه بهذا السياق و إنما أخرج ( 2 / 146 ) من طريقين آخرين عن الشحام بإسناده حديثا آخر في الخوارج و صححه على شرط مسلم . و للحديث شاهد من حديث أنس نحوه . و فيه أن الرجل الأول الذي قام لقتله هو أبو بكر , و الثاني عمر , و زاد : “ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيكم يقوم إلى هذا فيقتله ? قال علي : أنا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت له إن أدركته . فذهب علي فلم يجد , فرجع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقتلت الرجل ? قال : لم أدر أين سلك من الأرض , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا أول قرن خرج من أمتي , لو قتلته ما اختلف من أمتي اثنان “
كلامك حول الامر فكرنى بحديث
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ*، قَالَ : كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ يُعْجِبُنَا تَعْبُدُّهُ وَاجْتِهَادُهُ ، فَذَكَرْنَاهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاسْمِهِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ ، وَوَصَفْنَاهُ بِصِفَتِهِ فَلَمْ يَعْرِفْهُ ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ نَذْكُرُهُ إِذْ طَلَعَ الرَّجُلُ ، قُلْنَا : هَا هُوَ ذَا ، قَالَ : " إِنَّكُمْ لَتُخْبِرُونِي عَنْ رَجُلٍ ، إِنَّ عَلَى وَجْهِهِ سَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ " ، فَأَقْبَلَ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُسَلِّمْ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنْشَدْتُكَ بِاللَّهِ ، هَلْ قُلْتَ حِينَ وَقَفْتَ عَلَى الْمَجْلِسِ : مَا فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ أَفْضَلُ مِنِّي أَوْ أَخْيَرُ مِنِّي " ؟ ! ، قَالَ : اللَّهُمَّ نَعَمْ ، ثُمَّ دَخَلَ يُصَلِّي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ ؟ " فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَنَا ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ قَائِمًا يُصَلِّي ، فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ أَقْتُلُ رَجُلا يُصَلِّي ، وَقَدْ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ ؟ " فَخَرَجَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا فَعَلْتَ ؟ " ، قَالَ : كَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ وَهُوَ يُصَلِّي ، وَقَدْ " نَهَيْتَ عَنْ قَتْلِ الْمُصَلِّينَ " ، قَالَ عُمَرُ : أَنَا ، فَدَخَلَ فَوَجَدَهُ وَاضِعًا وَجْهَهُ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَبُو بَكْرٍ أَفْضَلُ مِنِّي ، فَخَرَجَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَهْ ؟ " ، قَالَ : وَجَدْتُهُ وَاضِعًا وَجْهَهُ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ ، فَقَالَ : " مَنْ يَقْتُلُ الرَّجُلَ ؟ " ، فَقَالَ عَلِيٌّ : أَنَا ، قَالَ : " أَنْتَ إِنْ أَدْرَكْتَهُ " ، قَالَ : فَدَخَلَ عَلِيٌّ فَوَجَدَهُ قَدْ خَرَجَ ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " مَهْ ؟ " ، قَالَ : وَجَدْتُهُ قَدْ خَرَجَ ، قَالَ :*" لَوْ قُتِلَ مَا اخْتَلَفَ فِي أُمَّتِي رَجُلانِ ، كَانَ أَوَّلَهُمْ وَآخِرَهُمْ "*،
جاء في السلسة الصحيحة
(رقم: 2495
الحديث: “ والذي نفسي بيده , لو قتلتموه لكان أول فتنة و آخرها “ .
قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة “ 5 / 657 : أخرجه الإمام أحمد ( 5 / 42 ) : حدثنا روح حدثنا عثمان الشحام حدثنا # مسلم بن أبي بكرة عن أبيه # أن نبي الله صلى الله عليه وسلم مر برجل ساجد - و هو ينطلق إلى الصلاة - فقضى الصلاة و رجع عليه و هو ساجد , فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : من يقتل هذا ? فقام رجل فحسر عن يديه فاخترط سيفه و هزه ثم قال : يا نبي الله ! بأبي أنت و أمي كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد عبده و رسوله ? ثم قال : من يقتل هذا ? فقام رجل فقال : أنا . فحسر عن زراعيه و اخترط سيفه و هزه حتى ارعدت يده فقال : يا نبي الله ! كيف أقتل رجلا ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله , و أن محمدا عبده و رسوله ? فقال النبي صلى الله عليه وسلم : فذكره . قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط مسلم . و قال الهيثمي ( 6 / 225 ) : “ رواه أحمد و الطبراني من غير بيان شاف , و رجال أحمد رجال الصحيح “ . و عزاه الحافظ في “ الإصابة “ ( 2 / 174 - 175 ) لمحمد بن قدامة و الحاكم في “ المستدرك “ . و لم أره فيه بهذا السياق و إنما أخرج ( 2 / 146 ) من طريقين آخرين عن الشحام بإسناده حديثا آخر في الخوارج و صححه على شرط مسلم . و للحديث شاهد من حديث أنس نحوه . و فيه أن الرجل الأول الذي قام لقتله هو أبو بكر , و الثاني عمر , و زاد : “ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيكم يقوم إلى هذا فيقتله ? قال علي : أنا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنت له إن أدركته . فذهب علي فلم يجد , فرجع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أقتلت الرجل ? قال : لم أدر أين سلك من الأرض , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن هذا أول قرن خرج من أمتي , لو قتلته ما اختلف من أمتي اثنان “
sama- عدد المساهمات : 678
تاريخ التسجيل : 21/02/2016
رد: فتى موسى
اظن والله اعلى واعلم ان هناك علاقه قويه بين رحله موسى مع العبد الصالح وسحر الدجال اللذى يبدو ظاهره خير وباطنه شر لان الحديث يثول جنته نار وناره جنه
وواضح ان فى تواتر عن كون على كان فقط من سيسلط على الرجل المصلى فيقتله
ولا يسلط على قتل الدجال الا عيسى
ولم يسلط على قتل بن صياد عمر كذلك
ولم يسلط موسى على قتل السامرى
وقتيل الدجال واظنه المهدى فقط من استطاع مواجههته ومعرفه حقيقته
وواضح ان فى تواتر عن كون على كان فقط من سيسلط على الرجل المصلى فيقتله
ولا يسلط على قتل الدجال الا عيسى
ولم يسلط على قتل بن صياد عمر كذلك
ولم يسلط موسى على قتل السامرى
وقتيل الدجال واظنه المهدى فقط من استطاع مواجههته ومعرفه حقيقته
sama- عدد المساهمات : 678
تاريخ التسجيل : 21/02/2016
مواضيع مماثلة
» جبل موسى
» نبي الله موسى
» شكل موسى عليه السلام
» موسى والخضر عليهما السلام
» من أعجب ما قرأت"موسى عليه السلام وأمة محمد"
» نبي الله موسى
» شكل موسى عليه السلام
» موسى والخضر عليهما السلام
» من أعجب ما قرأت"موسى عليه السلام وأمة محمد"
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى