فرسان الحق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد

2 مشترك

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

اذهب الى الأسفل

شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد - صفحة 2 Empty رد: شرح الأربعين النووية لابن دقيق العيد

مُساهمة من طرف بنت الخطاب الخميس مايو 19, 2022 12:02 am

الحديث الثامن والعشرون

عَن أَبي نَجِيحٍ العربَاضِ بنِ سَاريَةَ رضي الله عنه قَالَ: وَعَظَنا رَسُولُ اللهِ مَوعِظَةً وَجِلَت مِنهَا القُلُوبُ وَذَرَفَت مِنهَا العُيون. فَقُلْنَا: يَارَسُولَ اللهِ كَأَنَّهَا مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَأَوصِنَا، قَالَ: (أُوْصِيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عز وجل وَالسَّمعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلافَاً كَثِيرَاً؛ فَعَلَيكُمْ بِسُنَّتِيْ وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المّهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فإنَّ كلّ مُحدثةٍ بدعة، وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ) رواه أبو داود والترمذي وقال : حديث حسن صحيح.



وفي بعض طرق هذا الحديث : ( إن هذه موعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا ؟ قال: (لقد تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك) وقوله : (موعظة بليغة) يعني بلغت إلينا وأثرت في قلوبنا، و (وجلت منها القلوب) أي خافت، ( وذرفت منها الدموع) : كأنه  قام مقام تخويف ووعيد.
وقوله : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة) يعني لولاة الأمور(وأن تَأمّر عليكم عبد) وفي بعض الروايات (عبد حبشي).


قال بعض العلماء: العبد لا يكون واليا، ولكن ضرب به المثل على التقدير، وإن لم يكن، كقوله صلى الله عليه وسلم: (من بنى لله مسجدا كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة) ومفحص قطاة لا يكون مسجدا، ولكن الأمثال يأتي فيها مثل ذلك.
ويحنمل أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بفساد الأمر ووضعه في غير أهله، حتى توضع الولاية في العبيد، فإذا كانت فاسمعوا وأطيعوا تغليبا لأهون الضررين وهو الصبر على ولاية من لا تجوز ولايته؛ لئلا يفضي إلى فتنة عظيمة.


وقوله: ( وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا) هذا من بعض معجزاته صلى الله عليه وسلم: أخبر أصحابه بما يكون بعده من الاختلاف وغلبة المنكر، وقد كان عالما به على التفصيل، ولم يكن بينه لكل أحد، إنما حذر منه على العموم، وقد بين لبعض الآحاد ؛ كحذيفة وأبي هريرة، وهو دليل على عظم محلهما ومنزلتهما.
وقوله: ( فعليكم بسنتي) السنة الطريقة القويمة التي تجري على السنن، وهو السبيل الواضح.


( وسنة الخلفاء الراشدين المهديين) يعني الذين شملهم الهدى، وهم الأربعة بالإجماع: أبو بكر، وعمر ، وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين.
وأمر صلى الله عليه وسلم بالثبات على سنة الخلفاء الراشدين لأمرين: أحدهما التقليج لمن عجز عن النظر، والثاني الترجيح لما ذهبوا إليه عند اختلاف الصحابة.


وقوله: ( وإياكم ومحدثات الأمور) اعلم أن المحدث على قسمين: محدث ليس له أصلفي الشريعة، فهذا باطل مذموم، ومحمل بحمل النظير على النظير، فهذا ليس بمذموم؛ لأن لفظ (المحدث) ولفظ (البدعة) لا يذمان لمجرد الاسم، بل لمعنى المخالفة للسنة والداعي إلى الضلالة، ولا يذم ذلك مطلقا؛ فقد قال الله تعالى : 
(وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث) [الشعراء:5] وقال عمر رضي الله عنه : (نعمت البدعة هذه) يعني التراويح، وأما النواجذ فهي آخر الأضراس والله أعلم.

بنت الخطاب
المشرفة العامة
المشرفة العامة

عدد المساهمات : 1338
تاريخ التسجيل : 02/01/2017

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 2 من اصل 2 الصفحة السابقة  1, 2

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى