قانون الطوارئ الرباني (العلم )
صفحة 1 من اصل 1
قانون الطوارئ الرباني (العلم )
قانون الطوارئ الرباني
5- المادة الأولى : العلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في العصور العادية السابقة كان من الطبيعي جداً أن يُصدَّق الصادق، ويُكذّب الكاذب
و يُؤتمن الأمين، ويُخوَّن الخائن .
وفي كل العصور السابقة كان رجال الدين والعلماء منارة هدى و لسان صدق
لكن ...
في هذه السنوات الخداعات التي صار فيها " يُـصَّدقُ الكاذبُ و يُـكَذَّبُ الصَادقُ، ويُخوَّنُ الأَمينُ و يُـؤتَمنَ الخَائِـنُ "
في هذا الزمن الاستثنائي الذي " يَـنطقُ فيه الرُويـبِضَة "
أو السفيه التافه الذي يتحدث بأمر العامة و يكون نجم الإعلام، و علم المنابر، و يساهم في كتابة دساتير جمهورياتنا الجاهلية.
في زمن الحكم الجبري الذي يكون فيه " زَعيمُ القومِ أرذَلَهُم ، و يَسودُ القَبيلَةَ فاسقُها "
الزمن الذي " أُمرَاءُهُ ظَلَمةٌ ، و وزَرَاءُهُ خَوَنةٌ ، و قُضَاتُـه فَسَـقَةٌ ، و فقهاءه كذبة "
و في عصرنا هذا الذي ظهر فيه رجال دين " ألسنَـتُهُم أحلَى مِنَ العَـسَل و قُـلوبُهم قُـلوب الذِئاب "
في عصر العسر الذي فرضت فيه الأنظمة الجبرية قوانين الطوارئ الأرضية الاستثنائية الخاصة بها طوال عقود وعقود
هناك في مواجهة كل هذا العسر قانون إلهي سماوي استثنائي .
وهو ما أسميه ... قانون الطوارئ الرباني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوانين الطوارئ للدول - وخاصة في دولنا العربية - تفرضها عادة الأنظمة الطاغية كي تطلق يدها في مزيد من البطش و القمع
أما قانون الطوارئ الرباني فهو على العكس من ذلك تماماً
فالشريعة الإسلامية كلها رحمة
والشريعة في قانون الطوارئ الرباني فيها المزيد و المزيد من الرحمة.
لأنه في قانون الله دائماً هناك " مع العسر يسراً "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قانون الطوارئ الرباني ستكون الأولويات المطلوبة من العباد مختلفة عما اعتاد المسلمون عليه في الأزمنة العادية
و درجة الأجر و الثواب في هذا الزمان أيضاً مختلفة
و كذلك تصاريف الله مع عباده مختلفة؛ ومع أنها مختلفة عما سبق التعارف عليه في الشرع الحنيف، إلا أنها ليست خروج عن الشريعة الثابتة الكاملة ، بل هي من ضمنها .
لأنها ( رخصة شرعية ) تطبق فقط في زمن الطوارئ .. حتى تعود الأمور إلى نصابها مع عودة الخلافة على منهاج النبوة
فما هي المواد التي طرأ عليها (( التيسير أو التعديل )) في زمن الطوارئ ؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دستورهذه المرحلة الانتقالية والذي سنكتبه معاً وفق توجيهات النبي عليه الصلاة و السلام
فيه 10 مواد رئيسية ، وهي كالتالي :
العلم
العمل
الغربة
الموت
الجهاد
المال
البنون أو الأسرة
الهجرة أو الإقامة
العزلة
القلب
وسأخصص فصلاً مستقلاً وموسعاً عن كل مادة من المواد العشر
واليوم سأبدأ بالمادة الأولى من دستور هذه المرحلة الانتقالية
وقد رأيت أن تكون المادة الأولى من مواد قانون الطوارئ هي ..
العلم.
.
لماذا العلم ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حسناً ...
خلال سنوات الدهيماء الصعبة التي ستلطم كل واحد منا لطمة ، سيكون هناك كوارث كثيرة و ضيق عظيم
ففي هذه الفتنة سوف يستحل الدم و المال و الفرج
فقد تخسر في لحظة نفسك أو جزءاً منها ، أو قد تخسر كل (تحويشة العمر) ، أو قد تنتهك حرماتك و عرضك ، أو تفقد بعضاً من أقاربك وأهلك ، أو تتقطع أرحامك ، أو قد تضطر للهجرة و التشرد ، أو ربما تُدمّر مدينتك بأكملها ، و تضيع كل ذكرياتك
وقد يصيبك الاكتئاب وتمرغ وجهك في تراب القبور متمنياً ان تكون داخلها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنها حقاً أمور فظيعة ومؤلمة تلك التي قد تحدث في سنوات الدهيماء
و النبي عليه الصلاة و السلام مع أنه أحسّ قبل 1400 سنة بلهيب الجمر الذي تقبض عليه اليوم ، لكن كل المصائب السابقة لم يكن يخشاها ، وانما كان يخشى على أمته شيء آخر ...
فما كان يشغل باله -صلى الله عليه و سلم- هو شيء أكبر من كل ما سبق ذكره من كوارث.
فهل لا يزال هناك شيء أكبر ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم !
فأول اختبار يجب أن تنجح به كي تعبر سنوات الدهيماء الصعبة بأقل قدر ممكن من اللطمات هو أمر جلل، و يتطلب قوة استثنائية
إنه عمل بطولي وعظيم و شجاع لو نجحت به
وهو صعب جداً لمن لا يملك السلاح السحري
إنه مهمة تكاد تكون ...
mission impossible
فما هي هذه المهمة شبه المستحيلة في هذه السنوات ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العمل البطولي الذي ينبغي أن تقوم به خلال هذه السنوات هو ..
أن تصبح مؤمناً ... و تمسي مؤمناً
نعم ، هذا ببساطة هو أهم وأعظم ما يمكن أن تفعله
فهل تظن أنك مع اشتداد ظلام الفتنة تستطيع أن تحافظ على إيمانك بشكل متواصل لمدة يوم كامل ؟
هل تعتقد أنك تستطيع أن تسحق الشيطان طوال اليوم خلال الفتنة التي يصبح فيها المرء مؤمنا و يمسي كافراً ؟!
قد تصبح مؤمناً وفخوراً بانتمائك الى أمة محمد، ثم تتسلل إليك شبهة من اعلام الدجال من هنا أو هناك فتعجلك تنسف تراث الايمان الذي كنت تحمله بين ليلة و ضحاها.
قد تصبح مسلماً و قد سلم الناس من يدك و لسانك، ثم لا تلبث أن تمسي كافرا تستخف بحرمة دماء المسلمين و المسالمين؛ فتقتل نفساً بريئة في سنوات الهرج التي تعرج فيها عقول الرجال .. و قد تأخذ صور السلفي بين أشلاء ضحاياك متفاخراً ببطولاتك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البطولة الحقيقية في هذه السنوات التي تتأرجح فيها القلوب بين شفير الكفر و حافة الإيمان
هي : أن تصبح مؤمناً ... و تمسي مؤمناً
ولكن ، كيف يمكن أن يحدث هذا ؟
السلاح السحري الذي أنت بحاجة إليه هو ((( العلم )))
العلم الذي يلقي في قلبك اليقين و الثبات والسلام
العلم الذي يجعلك لا تغضب ولا ينفذ صبرك عندما ترى الخضر يقتل الغلام أو يخرق السفينة أو يقيم الجدار.
.
هل فهمتم ما أقصد بالعلم ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أبي أمامه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ((( إلا من أحياه الله بالعلم )))
/رواه ابن ماجه والطبراني/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن ...
كيف نحصل على هذا العلم في هذا الزمان ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال صلى الله عليه وسلم :
إِنَّكُمْ أَصْبَحْتُمْ فِي زَمَانٍ :
كَثِيرٍ فُقَهَاؤُهُ قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ ، كَثِيرٍ مُعْطُوهُ قَلِيلٍ سَائِلُوهُ ؛ الْعَمَلُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعِلْمِ
وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ :
قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ ، كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ كَثِيرٌ سَائِلُوهُ ؛ الْعِلْمُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ
/ البخاري في الأدب المفرد ، وحسنه الألباني /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إنكم اليوم في زمان: كثير علماؤه قليل خطباؤه، من ترك عشر ما يعرف فقد هوى.
ويأتي من بعد زمان: كثير خطباؤه قليل علماؤه من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا.
/ الترمذي ، و الالباني في السلسلة الصحيحة /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن عبد الله بن مسعود قال:
إنَّكم فِي زَمَانٍ:
1- كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ قَلِيلٌ قُرَّاؤُهُ
2- تُحْفَظُ فِيهِ حُدُودُ الْقُرْآنِ وَتُضَيَّعُ حُرُوفُهُ
3- قَلِيلٌ مَنْ يَسْأَلُ كَثِيرٌ مَنْ يُعْطِي
4- يُطِيلُونَ فِيهِ الصَّلَاةَ وَيَقْصُرُونَ فِيهِ الْخُطْبَةَ
5- يَبْدَؤُنَ أَعْمَالَهُمْ قَبْلَ أَهْوَائِهِمْ
وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ :
1- قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ كَثِيرٌ قُرَّاؤُهُ
2- تُحْفَظُ فِيهِ حُرُوفُ الْقُرْآنِ وَتُضَيَّعُ حُدُودُهُ
3- كَثِيرٌ مَنْ يَسْأَلُ قَلِيلٌ مَنْ يُعْطِي
4- يُطِيلُونَ فِيهِ الْخُطْبَةَ وَيَقْصُرُونَ الصَّلَاةَ
5- يَبْدَؤُنَ فِيهِ أَهْوَاءَهُمْ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن ابن مسعود أيضاً قال:
إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ:
1- كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ، قَلِيلٌ خُطَبَاؤُهُ
2- قَلِيلٌ سُؤَّالُهُ، كَثِيرٌ مُعْطُوهُ
3- الْعَمَلُ فِيهِ قَائِدٌ لِلْهَوَى.
وَسَيَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ زَمَانٌ:
1- قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ،
2- كَثِيرٌ سُؤَّالُهُ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ،
3- الْهَوَى فِيهِ قَائِدٌ لِلْعَمَلِ،
اعْلَمُوا أَنَّ حُسْنَ الْهَدْيِ - فِي آخِرِ الزَّمَانِ- خيرٌ مِنْ بعض العمل"
/اخرجه البخاري في الأدب المفرد/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العلماء و الفقهاء هم النجوم التي يهتدى بها
و عندما تنحجب نجوم الهدى في سماء العلم فهذا يعني أن السماء ملبدة بغيوم سوداء
و عندما تتلبد السماء بالغيوم فهذا يعني أن ثمة عاصفة غبراء توشك أن تدهم الدهماء دهماً.
ونحن اليوم في زمن من النادر أن ترى فيه علماء ربانيين مهديين يشار اليهم كنجوم هدى ساطعة ، و يتطلع إليهم الناس ، وتهز كلمتهم العروش
لقد أوشكت النجوم الحقيقية أن تنقرض
و القمر توارى خلف حجب سميكة كأنه يخشى رؤية ما سيحدث على الأرض .
نحن اليوم في زمن الخطباء ، في زمن المؤثرات الصوتية الرعدية ، و ليس المؤثرات الروحية و العقلية التي تحي القلوب و تنير الفكر و تهتك الحجب التي تغشى البصائر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" يا عبد ..!
من كان من أهل عقابي فكيف ينكشف عن قلبه حجابي؟ "
/جلال الدين الرومي/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول أحد العارفين :
يوجد في العالم اليوم معلمون مزيفون وأساتذة مزيفون أكثر عدداً من حصى الشواطئ
فلا يجب أن تخلط بين أولئك الذين يعملون بدافع السلطة ، وبين المعلّمين الحقيقيين.
فالمعلّم الروحي الصادق لا يوجه انتباهك إلى شخصه ولا يتوقّع منك طاعة مطلقة، أو إعجاباً تاماً ، بل يساعدك على أن تقدّر نفسك ، وتكتشف قدراتك الداخلية وتحترمها.
فكلمات المعلّمين الحقيقيين شفّافة كالبلور، و يعبر نور الله من خلالها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن اليوم لدينا آلاف الخطباء الذين تحركهم شهوة الكلام وحب الظهور
عندنا نجوم مسرح ومنابر ، ولكل نجم من المشايخ أجره الذي يحدده شباك التذاكر ، و المخرج المخابراتي الذي يحركهم من خلف الكواليس
هم مجرد ظاهرة صوتية خالية من العلم و الهدى ..
أو ممثلون يجيدون التحكم فقط بحبالهم الصوتية فيرققون الصوت و يفخمونه حسب مقتضيات الحاكم الجبري ، يتباكون و يستحضرون دموع التماسيح عند الضرورة ، أو يجأرون بالصراخ الغاضب الهادر و الزعيق للتأثير على الجمهور، ولا يختلف من حيث الشكل الدور الذي يلعبونه في المجتمع عن دور أي مشخصاتي .
لكنه من حيث المضمون دور أسوء بكثير ... لأنهم " شر من تحت أديم السماء "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا يبقى من القرآن إلا رسمه مساجدهم يومئذ عامرة وهي خراب من الهدى ، علماؤهم شر من تحت أديم السماء، من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود..
/رواه البيهقي./
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذا الزمن ..
زمن شح العلم الحقيقي ، و محاربة الدين النقي و التضييق عليه ، من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا.
بينما في الأزمان السابقة من ترك عشر ما يعرف فقد هوى
في زمن شح العلم النوراني يكون طلب العلم من منبعه الأصلي و السعي للنهل منه خير من العمل
و القيام بواجب ايقاظ الناس وهدايتهم إلى المنبع الصافي في هذا الزمن هو خير من كثير من نوافل الأعمال كصوم التحبب ، أو العمرة ، أو الصدقات و الصلوات النافلة بل و حتى جهاد الكفاية.
" اعْلَمُوا أَنَّ حُسْنَ الْهَدْيِ - فِي آخِرِ الزَّمَانِ- خيرٌ مِنْ بعض العمل"
و " الْعِلْمُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن هناك ثلاث قواعد يجب أن تعرفها إذا أردت أن تمشي في طريق العلم
الفاعدة الأولى :
هذا العلم سيجعلك في البداية تحزن ، ثم لا تلبث أن تتحول نيران الحزن إلى فعل خلاق ، فتصبح بردا و سلاماً في قلبك عندما تقترب من الحقيقة أكثر
ثم يصبح العلم هو أوكسجين الحياة
إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ .....
وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ
/ الترمذي ، و البخاري بلفظ آخر/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاعدة الثانية هي أنك يجب أن تعلم أن فتح قلب إنسان لكي يستقبل النور الروحي ليس بالمهمّة اليسيرة أبداً ، و هناك ثمن باهظ لابد أن تسدده إن أسأت استخدام ما أنعم الله عليك من العلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يطلب هذا العلم أحد لا يريد به إلا الدنيا ، إلا حرم الله عليه عرف الجنة يوم القيامة"
و عن الحسن بن علي قال :
" من طلب شيئاً من هذا العلم فأراد به ما عند الله يدرك إن شاء الله ومن أراد به الدنيا فذاك والله حظه منه "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن عبد الله بن مسعود قال:
" لا تعلموا العلم لثلاث :
1- لتماروا به السفهاء
2- وتجادلوا به العلماء
3- ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم
وابتغوا بقولكم ما عند الله فإنه يدوم ويبقى وينفذ ما سواه "
* تماروا السفهاء : أي لا ترخصوا هذا العلم بمجادلة السفهاء كثيراً – ففي عصر اعجاب كل ذي رأي برأيه لن يؤمن السفهاء حتى يروا الله جهرة
و المسيح عليه السلام يقول :
" لا تعطوا الحكمة من لا يطلبها ، و لا تطرحوا بجواهركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها ثم تلتفت إليكم و تمزقكم "
فهذا العلم له طريقة خاصة لتقديمه للناس ، و ليس كل ما يعلم يقال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن أهم قاعدة هي: ((( العمل بما علمت )))
يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه :
" اعْلَمُوا مَا شِئْتُمْ أَنْ تَعْلَمُوا ، فَلَنْ يَأْجُرَكُمُ اللَّهُ بِعِلْمِهِ حَتَّى تَعْمَلُوا " .
من أجل ذلك المادة الثانية من مواد قانون الطوارئ الرباني
هي العمل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نـور ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للحديث بقية
5- المادة الأولى : العلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في العصور العادية السابقة كان من الطبيعي جداً أن يُصدَّق الصادق، ويُكذّب الكاذب
و يُؤتمن الأمين، ويُخوَّن الخائن .
وفي كل العصور السابقة كان رجال الدين والعلماء منارة هدى و لسان صدق
لكن ...
في هذه السنوات الخداعات التي صار فيها " يُـصَّدقُ الكاذبُ و يُـكَذَّبُ الصَادقُ، ويُخوَّنُ الأَمينُ و يُـؤتَمنَ الخَائِـنُ "
في هذا الزمن الاستثنائي الذي " يَـنطقُ فيه الرُويـبِضَة "
أو السفيه التافه الذي يتحدث بأمر العامة و يكون نجم الإعلام، و علم المنابر، و يساهم في كتابة دساتير جمهورياتنا الجاهلية.
في زمن الحكم الجبري الذي يكون فيه " زَعيمُ القومِ أرذَلَهُم ، و يَسودُ القَبيلَةَ فاسقُها "
الزمن الذي " أُمرَاءُهُ ظَلَمةٌ ، و وزَرَاءُهُ خَوَنةٌ ، و قُضَاتُـه فَسَـقَةٌ ، و فقهاءه كذبة "
و في عصرنا هذا الذي ظهر فيه رجال دين " ألسنَـتُهُم أحلَى مِنَ العَـسَل و قُـلوبُهم قُـلوب الذِئاب "
في عصر العسر الذي فرضت فيه الأنظمة الجبرية قوانين الطوارئ الأرضية الاستثنائية الخاصة بها طوال عقود وعقود
هناك في مواجهة كل هذا العسر قانون إلهي سماوي استثنائي .
وهو ما أسميه ... قانون الطوارئ الرباني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قوانين الطوارئ للدول - وخاصة في دولنا العربية - تفرضها عادة الأنظمة الطاغية كي تطلق يدها في مزيد من البطش و القمع
أما قانون الطوارئ الرباني فهو على العكس من ذلك تماماً
فالشريعة الإسلامية كلها رحمة
والشريعة في قانون الطوارئ الرباني فيها المزيد و المزيد من الرحمة.
لأنه في قانون الله دائماً هناك " مع العسر يسراً "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قانون الطوارئ الرباني ستكون الأولويات المطلوبة من العباد مختلفة عما اعتاد المسلمون عليه في الأزمنة العادية
و درجة الأجر و الثواب في هذا الزمان أيضاً مختلفة
و كذلك تصاريف الله مع عباده مختلفة؛ ومع أنها مختلفة عما سبق التعارف عليه في الشرع الحنيف، إلا أنها ليست خروج عن الشريعة الثابتة الكاملة ، بل هي من ضمنها .
لأنها ( رخصة شرعية ) تطبق فقط في زمن الطوارئ .. حتى تعود الأمور إلى نصابها مع عودة الخلافة على منهاج النبوة
فما هي المواد التي طرأ عليها (( التيسير أو التعديل )) في زمن الطوارئ ؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دستورهذه المرحلة الانتقالية والذي سنكتبه معاً وفق توجيهات النبي عليه الصلاة و السلام
فيه 10 مواد رئيسية ، وهي كالتالي :
العلم
العمل
الغربة
الموت
الجهاد
المال
البنون أو الأسرة
الهجرة أو الإقامة
العزلة
القلب
وسأخصص فصلاً مستقلاً وموسعاً عن كل مادة من المواد العشر
واليوم سأبدأ بالمادة الأولى من دستور هذه المرحلة الانتقالية
وقد رأيت أن تكون المادة الأولى من مواد قانون الطوارئ هي ..
العلم.
.
لماذا العلم ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حسناً ...
خلال سنوات الدهيماء الصعبة التي ستلطم كل واحد منا لطمة ، سيكون هناك كوارث كثيرة و ضيق عظيم
ففي هذه الفتنة سوف يستحل الدم و المال و الفرج
فقد تخسر في لحظة نفسك أو جزءاً منها ، أو قد تخسر كل (تحويشة العمر) ، أو قد تنتهك حرماتك و عرضك ، أو تفقد بعضاً من أقاربك وأهلك ، أو تتقطع أرحامك ، أو قد تضطر للهجرة و التشرد ، أو ربما تُدمّر مدينتك بأكملها ، و تضيع كل ذكرياتك
وقد يصيبك الاكتئاب وتمرغ وجهك في تراب القبور متمنياً ان تكون داخلها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنها حقاً أمور فظيعة ومؤلمة تلك التي قد تحدث في سنوات الدهيماء
و النبي عليه الصلاة و السلام مع أنه أحسّ قبل 1400 سنة بلهيب الجمر الذي تقبض عليه اليوم ، لكن كل المصائب السابقة لم يكن يخشاها ، وانما كان يخشى على أمته شيء آخر ...
فما كان يشغل باله -صلى الله عليه و سلم- هو شيء أكبر من كل ما سبق ذكره من كوارث.
فهل لا يزال هناك شيء أكبر ؟!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نعم !
فأول اختبار يجب أن تنجح به كي تعبر سنوات الدهيماء الصعبة بأقل قدر ممكن من اللطمات هو أمر جلل، و يتطلب قوة استثنائية
إنه عمل بطولي وعظيم و شجاع لو نجحت به
وهو صعب جداً لمن لا يملك السلاح السحري
إنه مهمة تكاد تكون ...
mission impossible
فما هي هذه المهمة شبه المستحيلة في هذه السنوات ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العمل البطولي الذي ينبغي أن تقوم به خلال هذه السنوات هو ..
أن تصبح مؤمناً ... و تمسي مؤمناً
نعم ، هذا ببساطة هو أهم وأعظم ما يمكن أن تفعله
فهل تظن أنك مع اشتداد ظلام الفتنة تستطيع أن تحافظ على إيمانك بشكل متواصل لمدة يوم كامل ؟
هل تعتقد أنك تستطيع أن تسحق الشيطان طوال اليوم خلال الفتنة التي يصبح فيها المرء مؤمنا و يمسي كافراً ؟!
قد تصبح مؤمناً وفخوراً بانتمائك الى أمة محمد، ثم تتسلل إليك شبهة من اعلام الدجال من هنا أو هناك فتعجلك تنسف تراث الايمان الذي كنت تحمله بين ليلة و ضحاها.
قد تصبح مسلماً و قد سلم الناس من يدك و لسانك، ثم لا تلبث أن تمسي كافرا تستخف بحرمة دماء المسلمين و المسالمين؛ فتقتل نفساً بريئة في سنوات الهرج التي تعرج فيها عقول الرجال .. و قد تأخذ صور السلفي بين أشلاء ضحاياك متفاخراً ببطولاتك .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البطولة الحقيقية في هذه السنوات التي تتأرجح فيها القلوب بين شفير الكفر و حافة الإيمان
هي : أن تصبح مؤمناً ... و تمسي مؤمناً
ولكن ، كيف يمكن أن يحدث هذا ؟
السلاح السحري الذي أنت بحاجة إليه هو ((( العلم )))
العلم الذي يلقي في قلبك اليقين و الثبات والسلام
العلم الذي يجعلك لا تغضب ولا ينفذ صبرك عندما ترى الخضر يقتل الغلام أو يخرق السفينة أو يقيم الجدار.
.
هل فهمتم ما أقصد بالعلم ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أبي أمامه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً ((( إلا من أحياه الله بالعلم )))
/رواه ابن ماجه والطبراني/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن ...
كيف نحصل على هذا العلم في هذا الزمان ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال صلى الله عليه وسلم :
إِنَّكُمْ أَصْبَحْتُمْ فِي زَمَانٍ :
كَثِيرٍ فُقَهَاؤُهُ قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ ، كَثِيرٍ مُعْطُوهُ قَلِيلٍ سَائِلُوهُ ؛ الْعَمَلُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعِلْمِ
وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ :
قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ ، كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ كَثِيرٌ سَائِلُوهُ ؛ الْعِلْمُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ
/ البخاري في الأدب المفرد ، وحسنه الألباني /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
و عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إنكم اليوم في زمان: كثير علماؤه قليل خطباؤه، من ترك عشر ما يعرف فقد هوى.
ويأتي من بعد زمان: كثير خطباؤه قليل علماؤه من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا.
/ الترمذي ، و الالباني في السلسلة الصحيحة /
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن عبد الله بن مسعود قال:
إنَّكم فِي زَمَانٍ:
1- كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ قَلِيلٌ قُرَّاؤُهُ
2- تُحْفَظُ فِيهِ حُدُودُ الْقُرْآنِ وَتُضَيَّعُ حُرُوفُهُ
3- قَلِيلٌ مَنْ يَسْأَلُ كَثِيرٌ مَنْ يُعْطِي
4- يُطِيلُونَ فِيهِ الصَّلَاةَ وَيَقْصُرُونَ فِيهِ الْخُطْبَةَ
5- يَبْدَؤُنَ أَعْمَالَهُمْ قَبْلَ أَهْوَائِهِمْ
وَسَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ :
1- قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ كَثِيرٌ قُرَّاؤُهُ
2- تُحْفَظُ فِيهِ حُرُوفُ الْقُرْآنِ وَتُضَيَّعُ حُدُودُهُ
3- كَثِيرٌ مَنْ يَسْأَلُ قَلِيلٌ مَنْ يُعْطِي
4- يُطِيلُونَ فِيهِ الْخُطْبَةَ وَيَقْصُرُونَ الصَّلَاةَ
5- يَبْدَؤُنَ فِيهِ أَهْوَاءَهُمْ قَبْلَ أَعْمَالِهِمْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن ابن مسعود أيضاً قال:
إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ:
1- كَثِيرٌ فُقَهَاؤُهُ، قَلِيلٌ خُطَبَاؤُهُ
2- قَلِيلٌ سُؤَّالُهُ، كَثِيرٌ مُعْطُوهُ
3- الْعَمَلُ فِيهِ قَائِدٌ لِلْهَوَى.
وَسَيَأْتِي مِنْ بَعْدِكُمْ زَمَانٌ:
1- قَلِيلٌ فُقَهَاؤُهُ، كَثِيرٌ خُطَبَاؤُهُ،
2- كَثِيرٌ سُؤَّالُهُ، قَلِيلٌ مُعْطُوهُ،
3- الْهَوَى فِيهِ قَائِدٌ لِلْعَمَلِ،
اعْلَمُوا أَنَّ حُسْنَ الْهَدْيِ - فِي آخِرِ الزَّمَانِ- خيرٌ مِنْ بعض العمل"
/اخرجه البخاري في الأدب المفرد/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
العلماء و الفقهاء هم النجوم التي يهتدى بها
و عندما تنحجب نجوم الهدى في سماء العلم فهذا يعني أن السماء ملبدة بغيوم سوداء
و عندما تتلبد السماء بالغيوم فهذا يعني أن ثمة عاصفة غبراء توشك أن تدهم الدهماء دهماً.
ونحن اليوم في زمن من النادر أن ترى فيه علماء ربانيين مهديين يشار اليهم كنجوم هدى ساطعة ، و يتطلع إليهم الناس ، وتهز كلمتهم العروش
لقد أوشكت النجوم الحقيقية أن تنقرض
و القمر توارى خلف حجب سميكة كأنه يخشى رؤية ما سيحدث على الأرض .
نحن اليوم في زمن الخطباء ، في زمن المؤثرات الصوتية الرعدية ، و ليس المؤثرات الروحية و العقلية التي تحي القلوب و تنير الفكر و تهتك الحجب التي تغشى البصائر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" يا عبد ..!
من كان من أهل عقابي فكيف ينكشف عن قلبه حجابي؟ "
/جلال الدين الرومي/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يقول أحد العارفين :
يوجد في العالم اليوم معلمون مزيفون وأساتذة مزيفون أكثر عدداً من حصى الشواطئ
فلا يجب أن تخلط بين أولئك الذين يعملون بدافع السلطة ، وبين المعلّمين الحقيقيين.
فالمعلّم الروحي الصادق لا يوجه انتباهك إلى شخصه ولا يتوقّع منك طاعة مطلقة، أو إعجاباً تاماً ، بل يساعدك على أن تقدّر نفسك ، وتكتشف قدراتك الداخلية وتحترمها.
فكلمات المعلّمين الحقيقيين شفّافة كالبلور، و يعبر نور الله من خلالها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نحن اليوم لدينا آلاف الخطباء الذين تحركهم شهوة الكلام وحب الظهور
عندنا نجوم مسرح ومنابر ، ولكل نجم من المشايخ أجره الذي يحدده شباك التذاكر ، و المخرج المخابراتي الذي يحركهم من خلف الكواليس
هم مجرد ظاهرة صوتية خالية من العلم و الهدى ..
أو ممثلون يجيدون التحكم فقط بحبالهم الصوتية فيرققون الصوت و يفخمونه حسب مقتضيات الحاكم الجبري ، يتباكون و يستحضرون دموع التماسيح عند الضرورة ، أو يجأرون بالصراخ الغاضب الهادر و الزعيق للتأثير على الجمهور، ولا يختلف من حيث الشكل الدور الذي يلعبونه في المجتمع عن دور أي مشخصاتي .
لكنه من حيث المضمون دور أسوء بكثير ... لأنهم " شر من تحت أديم السماء "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا يبقى من القرآن إلا رسمه مساجدهم يومئذ عامرة وهي خراب من الهدى ، علماؤهم شر من تحت أديم السماء، من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود..
/رواه البيهقي./
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في هذا الزمن ..
زمن شح العلم الحقيقي ، و محاربة الدين النقي و التضييق عليه ، من استمسك بعشر ما يعرف فقد نجا.
بينما في الأزمان السابقة من ترك عشر ما يعرف فقد هوى
في زمن شح العلم النوراني يكون طلب العلم من منبعه الأصلي و السعي للنهل منه خير من العمل
و القيام بواجب ايقاظ الناس وهدايتهم إلى المنبع الصافي في هذا الزمن هو خير من كثير من نوافل الأعمال كصوم التحبب ، أو العمرة ، أو الصدقات و الصلوات النافلة بل و حتى جهاد الكفاية.
" اعْلَمُوا أَنَّ حُسْنَ الْهَدْيِ - فِي آخِرِ الزَّمَانِ- خيرٌ مِنْ بعض العمل"
و " الْعِلْمُ فِيهِ خَيْرٌ مِنَ الْعَمَلِ " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن هناك ثلاث قواعد يجب أن تعرفها إذا أردت أن تمشي في طريق العلم
الفاعدة الأولى :
هذا العلم سيجعلك في البداية تحزن ، ثم لا تلبث أن تتحول نيران الحزن إلى فعل خلاق ، فتصبح بردا و سلاماً في قلبك عندما تقترب من الحقيقة أكثر
ثم يصبح العلم هو أوكسجين الحياة
إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ .....
وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ
/ الترمذي ، و البخاري بلفظ آخر/
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاعدة الثانية هي أنك يجب أن تعلم أن فتح قلب إنسان لكي يستقبل النور الروحي ليس بالمهمّة اليسيرة أبداً ، و هناك ثمن باهظ لابد أن تسدده إن أسأت استخدام ما أنعم الله عليك من العلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يطلب هذا العلم أحد لا يريد به إلا الدنيا ، إلا حرم الله عليه عرف الجنة يوم القيامة"
و عن الحسن بن علي قال :
" من طلب شيئاً من هذا العلم فأراد به ما عند الله يدرك إن شاء الله ومن أراد به الدنيا فذاك والله حظه منه "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعن عبد الله بن مسعود قال:
" لا تعلموا العلم لثلاث :
1- لتماروا به السفهاء
2- وتجادلوا به العلماء
3- ولتصرفوا به وجوه الناس إليكم
وابتغوا بقولكم ما عند الله فإنه يدوم ويبقى وينفذ ما سواه "
* تماروا السفهاء : أي لا ترخصوا هذا العلم بمجادلة السفهاء كثيراً – ففي عصر اعجاب كل ذي رأي برأيه لن يؤمن السفهاء حتى يروا الله جهرة
و المسيح عليه السلام يقول :
" لا تعطوا الحكمة من لا يطلبها ، و لا تطرحوا بجواهركم قدام الخنازير لئلا تدوسها بأرجلها ثم تلتفت إليكم و تمزقكم "
فهذا العلم له طريقة خاصة لتقديمه للناس ، و ليس كل ما يعلم يقال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لكن أهم قاعدة هي: ((( العمل بما علمت )))
يقول معاذ بن جبل رضي الله عنه :
" اعْلَمُوا مَا شِئْتُمْ أَنْ تَعْلَمُوا ، فَلَنْ يَأْجُرَكُمُ اللَّهُ بِعِلْمِهِ حَتَّى تَعْمَلُوا " .
من أجل ذلك المادة الثانية من مواد قانون الطوارئ الرباني
هي العمل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ نـور ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
للحديث بقية
بنت الخطاب- المشرفة العامة
- عدد المساهمات : 1324
تاريخ التسجيل : 02/01/2017
رد: قانون الطوارئ الرباني (العلم )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكِ الله خيرا أختي محبة .
متابعة ..
جزاكِ الله خيرا أختي محبة .
متابعة ..
زائر- زائر
مواضيع مماثلة
» قانون الطفل المسموم
» لطائف في طلب العلم
» الجهل ورفع العلم
» العلم من المحبرة إلى المقبرة
» فتنة العلم وسيرن بقلم دكتور نور
» لطائف في طلب العلم
» الجهل ورفع العلم
» العلم من المحبرة إلى المقبرة
» فتنة العلم وسيرن بقلم دكتور نور
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى