قصة زوجة سيدنا أيوب منقول
صفحة 1 من اصل 1
قصة زوجة سيدنا أيوب منقول
كان أيوب عليه السلام رجلا كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه فكان لديه الأنعام والدواب والمواشي والعبيد والأراضي المتسعة والثروة الوفيرة وكان له زوجة جميلة ذات خلقة حسنة وشعر طويل كانت تجعله ضفيرتين جميلتين يضرب بهما الأمثال وقد اختلف العلماء في اسم زوجة سيدنا أيوب فمنهم من يقول ان اسمها «ليا بنت يعقوب» وقيل إنها رحمة بنت أفراييم وهذا الاسم هو الأكثر شيوعاً.
وكان للسيدة رحمة ثلاثة عشر ولداً وكانت رفيعة القدر عالية المكانة يخدمها العبيد والخدم، ورغم شدة ثرائها ووفرة نعمة الله عليها لم يساورها الكبر أبدا ولا الغرور بل كان شكرها يزيد كلما تزيد نعم الله عليها ولكن الحياة لم تدم هكذا وبدأت الاختبارات تتوالى وبدأ أبناء السيدة رحمة يموتون واحدا تلو الآخر فماتوا جميعاً وهي بذلك أكثر من مات لها من الأولاد وبدأت ثروة زوجها تتناقص حتى تلاشت وبدأت المواشي والدواب تنفق هي الأخرى وتموت وأصبحت الأرض الواسعة بورا فلم يعد هناك مال ولا طعام يكفيهم وابتعد الأهل والأصدقاء ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل بدأت علامات المرض الشديد تظهر على سيدنا أيوب حتى أقعده المرض ونال من كل أعضائه فلم يعد لديه سوى عضوين سليمين هما قلبه ولسانه أما سائر الأعضاء فأصيبت وتهتكت. ويرجح المفسرون أنه أصيب بمرض جلدي نادر أقرب ما يكون إلى مرض الجدري الآن.
ومع قلة الدواء واشتداد الفقر ازداد المرض سوءا وشدة، فما هو موقف الزوجة هل حنقت وغضبت وتركت وفرت هاربة بشبابها وجمالها وتركت زوجها لمرضه! وإن كان الأمر كذلك لما خلد ذكراها وضرب بها المثل في الصبر على الزوج ومرضه وعلى الفقر وشدته وعلى الذل بعد العزة، إنها فكرت ماذا تفعل هل تجوع هي وزوجها فلم يعد أحد يعطي لهما مالا ولا طعاما فوجدت أنه من غير المعقول أن يستمر الحال على ما هو عليه فقررت أن تعمل خادمة كي تجد المال الذي تطعم به زوجها ونفسها وهي السيدة المصانة التي كانت تخدم من أكثر من مئة خادمة ولكنها اختبارات الحياة فكانت السيدة رحمة تعمل يوما طويلا شاقا وفي نهايته تأخذ مالا قليلا لا يكاد يكفي لشراء وجبة طعام واحدة تقسمها مع زوجها فيأكلان معا ويحمدان الله على ما رزقهما رغم قلته.
ثم كانت بعد ذلك تعتني بزوجها وتصلح من شأنه وتعينه على قضاء حاجته ثم تفرش له فرشته التي لم تكن إلا رمادا أو رملا حتى ينام عليه وتنام هي أيضا حتى تستقبل يوماً شاقاً جديداً.
زائر- زائر
رد: قصة زوجة سيدنا أيوب منقول
الشيطان يتخفى في صورة طبيب
وفي أحد الأيام الشاقة وبعد أن أنهت السيدة رحمة عملها في أحد البيوت واشترت الطعام وعادت في طريقها إلى زوجها المريض تعرض لها شخص ما، بدا وكأنه طبيب فقال لها إنني طبيب مستعد أن أشفي زوجك على أن يقول انني شفيته ولا أحد سواي فجاءت السيدة رحمة إلى زوجها أيوب وأخبرته بما حدث لها، فعرف سيدنا أيوب أنه الشيطان جاء متخفيا في صورة طبيب يريد أن ينسب فضل الشفاء لنفسه ولا شفاء إلا من عند الله فعلم سيدنا أيوب ذلك فغضب من زوجته غضبا شديدا فأقسم أنه لو شفي ليضربنها مئة ضربة.
اشتد المرض على سيدنا أيوب وسرت شائعة أن مرضه مرضا معديا لذلك اتفق أهل البلدة أن يخرجوه خارجها ويضعوه في مكان مهين بجوار سلة المهملات. ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من اخوته كانا من أخص إخوانه له كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما لصاحبه تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من العالمين، فقال صاحبه وما ذاك قال منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه ربه فيكشف ما به». وكان الشيطان يوسوس لخلصائه القلائل الذين بقوا على وفائهم له ووصل بهم الأمر إلا أنهم حدثوه بذلك فجزع سيدنا أيوب كثيرا فاشتد همه ومرضه.
زائر- زائر
رد: قصة زوجة سيدنا أيوب منقول
تبيع ضفائرها
تفاقمت الحالة بالسيدة رحمة وانتشرت شائعة عدوى مرض زوجها وخشيت البيوت على نفسها من المرض فرفضت أن تستخدمها وأغلقت الأبواب أمامها وكانت ضفائر السيدة رحمة ذات صيت كبير في بيت الأغنياء ومعروفة لديهم بأنها الجميلة ذات الشعر الطويل فلما ضاقت الأحوال في وجهها لم تجد سبيلا إلى أن تبيع إحدى ضفائرها لسيدة من السيدات الأغنياء التي طالما ألحت عليها في ذلك. وقبضت زوجة أيوب ثمن بيع إحدى ضفائرها وجاءت بطعام طيب كثير إلى زوجها فتعجب أيوب من ذلك وسألها من أين لك بهذا الطعام الغالي الثمن فلم تخبره ولكنها طلبت منه أن يدعو ربه فأجابها أيوب بأنه يستحي من الله سبحانه وتعالى الذي أحياه سبعين عاما بلا داء ولا مرض فقال لها الحمد لله الذي جعل لي لسانا ذاكرا وقلبا خاشعا وجاء اليوم التالي ففعلت مثلما فعلت اليوم الذي قبله فباعت ضفيرتها الثانية، باعت شعرها وتاج جمالها من أجل أن تطعم الزوج والحبيب.. يا لها من لحظات عصيبة مرت بتلك السيدة العظيمة التي لم يستطع اليأس أن يتسرب إلى نفسها ولا القنوط أن يدق بابها بل ظلت مؤمنة صابرة محتسبة وقدمت كل ما تملك حتى ضفائرها، ولم تعرف السيدة رحمة ما سوف تفعله غدا أو كيف سيؤول الحال بها فلا عمل يطلبها ولا شعر لديها تبيعه ويا عجب ما شعرت به أنها شعرت براحة غريبة ورضا عن نفسها وما صنعته من أجل زوجها ولعل غدا يأتيها الله بالفرج القريب.
وعندما أتت السيدة رحمة إلى زوجها بطعام طيب كاليوم السابق أعاد نبي الله سؤاله عليها مرة أخرى مستفسرا عن مصدر المال واستنكر الطعام وحلف ألا يأكله حتى تخبره من أين لها بهذا الطعام فأبت السيدة رحمة أن تتكلم ولكنها كشفت عن غطاء رأسها فنظر سيدنا أيوب إلى رأسها ويا هول ما رأى! رأى شعر زوجته وزينة رأسها وقد حلق واختفى فتأثر سيدنا أيوب أيما تأثر وهنا، هنا فقط دعا سيدنا أيوب ربه وكم يدلل لنا هذا الموقف على حب نبي الله أيوب لزوجته فهو لم يدع لنفسه ولكن دعا عندما رأى أن مرضه قد أثر عليها إلى هذا الحد.
زائر- زائر
رد: قصة زوجة سيدنا أيوب منقول
يا الله
يا الله
حسبنا الله ونعم الوكيل
لا تعليق
يا الله
حسبنا الله ونعم الوكيل
لا تعليق
بنت الخطاب- المشرفة العامة
- عدد المساهمات : 1324
تاريخ التسجيل : 02/01/2017
مواضيع مماثلة
» الأوزاعي ((منقول للأخ محمد الليثي ))
» فتنة مقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه
» خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا
» فتنة مقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه
» خيرنا وابن خيرنا وسيدنا وابن سيدنا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى