بين الفتنة ونصرة الحق
صفحة 1 من اصل 1
بين الفتنة ونصرة الحق
***إذا كنت لا تبالي بتحديد موقفك من الظلم، فأعتبر انك اخترت جانب الظالم
لا يجوز الاعتزال أوعدم اتخاذ موقف لمن عرف الحقيقة وأدركها
يجب الوقوف مع الحق إذا عرفته
ويجب محاربة الباطل إذا أدركته
حين يحتدم الصراع بين طرفين، يفضل البعض البقاء على الحياد، بعيداً عن اتخاذ المواقف وتأييد أحد الأطراف، بحجة أن الحياد أسلم، وأنه الحل الآمن للخروج من التعصب لهذا الطرف أو ذاك. دون النظر إلى طبيعة الخلاف، وماهية الأطراف المتنازعة، ودون البحث في مدى وقوع الظلم على أحد الأطراف، أو وقوف الحق مع أحدهما دون الآخر.
منهج يستخدمه الكثير ممن يريدون أن يبتعدوا عن تحمل مشاق الوقوف مع الحق، والصبر على ما يتبعه من عداء مع الظالم، أو الأذى الذي سيلحقه. أو ممن يريد أن يصف نفسه بالحيادية والوعي والترفع عن الخلاف المقيت، مما يجعله كمن يمسك العصا من المنتصف، بل ربما يكون دوره مخذلاً عن الوقوف مع الحق وأهله.
الحياد .. وتجنب الفتنة
ليس الحياد بأمر سلبي أو إيجابي بحت، بل قد يكون الحياد مطلوباً في أمور، ومرفوضاُ في حالات عدة، وهذا يتحدد بناء على الحالات والظروف والمواقف.
إلا أن البعض يصرّون على جعل الحياد أسلوب حياة، تحت ذريعة البعد عن الفتنة، واعتزالها، واعتماداً على نصوص نبوية كثيرة، نورد منها:
- قوله صلى الله عليه وسلم : ((ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن يشرف لها تستشرفه، ومن وجد ملجأ أو معاذاً فليعذ به)) (رواه الشيخان).
- وقول النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة بن اليمان حينما سأله ماذا يفعل في الفتنة، ((تلزم جماعة المسلمين وإمامهم " قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : " فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك)) (رواه الشيخان).
- وحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الفتنة : ((كسروا فيها قسيكم وقطعوا فيها أوتاركم، والزموا فيها أجواف بيوتكم، وكونوا كابن آدم)) (رواه الترمذي).
لكن مما يجدر التنبيه إليه، إلى أنه ليس كل خلاف بين الناس فتنة، وليس كل صراع بين الحق والباطل هو من الفتنة التي يجب اعتزالها.
بل إن تحميل أي حدث على هذه النصوص، يعبر عن مشكلة في الفهم وعدم اعتبار لمراد النص.
وتكمن المشكلة في تجاهل أولئك للنصوص الشرعية، المليئة بالشواهد التي تدعوا إلى الوقوف مع الحق، ونصرة المظلوم، ورد العدوان، ودفع باطل المعتدي.
ففي الصراع بين الحق والباطل، أو بين الظالم والمظلوم، لا يعتبر الحياد موقفاً إيجابياً البتة، بل إنه يعتبر ضمن الوقوف مع الباطل؛ لأنه يخذل الآخرين عن الوقوف مع الحق وتأييده.
ويعلمنا القرآن الكريم، أن الوقوف على الحياد بين الحق والباطل، والإمساك بمنتصف العصا في الصراع بينهم، صفة المنافقين، كما جاء في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ} [النساء: 141]. وقوله تعالى : {مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ} [النساء: 143].
"
بل إن الوقوف على الحياد والمساواة بين الحق والباطل، خصوصاً في القضايا الخطيرة التي تمس الأمة، مخالف لقواعد الإسلام، التي تميز بين الصالح والسيء، وبين الظالم والمظلوم، وبين المؤمن وغيره. قال تعالى : {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات، سواء محياهم ومماتهم، ساء ما يحكمون} [الجاثية: 21]
لذا ليس من العيب أن نقول للمحسن أحسنت، ونقف معه، ونقول للمسيء أسأت ونقف ضده ونردعه عن ظلمه.
وبناء على ما سبق، كان لسلف الأمة تمييز واضح بين الفتنة المطلوب اعتزالها، وبين الصراع المطلوب الوقوف فيه مع أهل الحق والعدل.
فهذا حذيفة بن اليمان، وهو راوي كثير من أحاديث الفتن، يقول : "لا تضرك الفتنة ما عرفت دينك، إنما الفتنة إذا اشتبه عليك الحق والباطل".
أما الإمام الطبري، فبين متى تجوز المشاركة والاعتزال، فقال : "متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزاباً فلا يتبع أحداً في الفرقة ويعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر، ومتى وجد جماعة مستقيمة على الحق لزمه الانضمام إليها وتكثير سوادها والتعاون معها على الحق لأنها والحال ما ذكر هي جماعة المسلمين بالنسبة إلى ذلك الرجل وذلك المكان".
بين الفتنه ونصرة الحق
سبق وأن بينا أن الحياد وعدم نصرة الحق هو نوع من أنواع مناصرة الباطل والوقوف معه؛ لأنه يضعف الحق، وينفر البعض عن نصرته، مما يقوي الباطل ويزيد في ظلمه وعدوانه.
إن رفض المنكر والوقوف في وجه أمر واجب بلا شك، ففي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" رواه مسلم.
قال صلى الله عليه وسلم : " إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه" رواه أبو داود والترمذي وأحمد.
....................
كم شخص ذبح ناقه صالح عليه السلام ؟
- جواب : رجل واحد فقط
و الدليل القرآنى هو : " فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر "(29) سورة القمر
- سؤال : كم شخص شارك في التخطيط والتحريض على ذبح الناقة ؟
- جواب : 9 أشخاص .
و الدليل القرآنى هو : "وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الارض ولا يصلحون "(48) سورة النمل
- سؤال : وهل عوقب القاتل و الـ 9 رهط فقط على تلك الفعلة المشينه؟
- جواب : لا , لم يعاقبهم الله تعالي وحدهم, بل عاقب ثمود أجمعين,
و الدليل القرآنى : "فكذبوه فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين "(37) سورة العنكبوت
* { القاتل و المفوض و الساكت عن الحق و الموافق على القتل } .
.
قال تعالى (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (48) قَالُوا تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (49) وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (50) فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (51) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (52) وَأَنجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (53)
اشترط قوم صالح عليه ان يخرج لهم من صخره معينه ناقة حتى يؤمنوا به فأخرج الله لهم الناقة و كانت حامل
( هذه ناقة الله لكم )
اشترط صالح على قومه ان تشرب الناقة من البئر يوما و يشرب القوم اليوم التالى حتى لا يصيبهم العذاب و اخبرهم بأن اليوم الذى تشرب الناقه من البئر ستسقى القبيله كامله من لبنها
( قال هذه ناقة لها شرب و لكم شرب يوم معلوم. و لا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم )
كان فى قوم صالح تسعة رجال مفسدون
(وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون)
التسعه من قوم صالح فوضوا شقى لذبح الناقه
(فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر )
كان هناك من يؤيد قتل الناقه خوفاً منها على بئر الماء بعد ان وسوس لهم التسعه المفسدون بأن الناقه ستقضى عليهم بشربها للماء
( قال الذين استكبروا انا بالذى امنتم به كافرون )
كان من قوم صالح من وقف موقفاً محايدا فلم يؤيد او يعارض ذبح الناقه و قال انه سينجوا بنفسه بالوقوف على الحياد
عارض المؤمنون بصالح ذبح الناقه
( قالوا انا بما أرسل به مؤمنون )
عندما جاء العذاب اخذ القاتل و المفوضين و المؤيدين و الصامتين
( فأخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون )
الطائفه الوحيده التى نجاها الله هم من امنوا بصالح و رفضوا قتل الناقه
( فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه برحمة منا و من خزي يومئذ )
والله اعلم
sama- عدد المساهمات : 682
تاريخ التسجيل : 21/02/2016
رد: بين الفتنة ونصرة الحق
ما اجمله من موضوع
جزيت خيرا اختي الفاضلة
صراحة أكثر من خفت عليه بعد قراءة هذا الموضوع هو الشعب المصري
اللهم رد أمة محمد صلى الله عليه وسلم إليك ردا جميلا
جزيت خيرا اختي الفاضلة
صراحة أكثر من خفت عليه بعد قراءة هذا الموضوع هو الشعب المصري
اللهم رد أمة محمد صلى الله عليه وسلم إليك ردا جميلا
زائر- زائر
رد: بين الفتنة ونصرة الحق
اللهم امين ربنا يرحمنا برحمته جزاكى الله خيرا
sama- عدد المساهمات : 682
تاريخ التسجيل : 21/02/2016
مواضيع مماثلة
» الكل متدين حتى تأتي الفتنة
» ونبلوكم بالشر والخير فتنة .....الفتنة ابتلاء واختبار
» عبد الوهاب زاهد الحق
» عودة الخلافة على يد المهدي هي الحق.
» قاعدة ذهبية لمعرفة الحق
» ونبلوكم بالشر والخير فتنة .....الفتنة ابتلاء واختبار
» عبد الوهاب زاهد الحق
» عودة الخلافة على يد المهدي هي الحق.
» قاعدة ذهبية لمعرفة الحق
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى