يوم الفرقان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
يوم الفرقان
غزوة بدر.. أو يوم الفرقان
المعركة التي قلبت موازين العالم
أو بالأحرى عدَّلت موازين العالم المقلوبة...
لقد كانت وقعة بدر فاتحة التاريخ الإسلامي ، فلم تكن حربا بين متكافئين في العدد والعدة، وإنما كانت حربا بين حب العقيدة التي تطلب من أجلها الشهادة، وبين حب المال الذي تطلب من أجله الحياة، ولا يمكن لطالب الحياة أن يقهر طالب الشهادة.
وهذا هو العامل الأساسي الذي جعل العرب بعد إسلامهم يغلبون بأعداد قليلة جيوش الدول العظمى من حولهم - بفضل الله - في حروب الفتوح.
كانت معركة بين ثلاثمائة ونيِّف من المسلمين
أمام ألف من المشركين في نقطة مجهولة في الصحراء
وأيُّ محلل عسكري في ذلك الوقت لن يرى فيها أكثر من معركة بين قبيلتين
اومجموعتين من الناس أو مشاجرة بين عائلتين
لا تحمل أيَّة خطورة على القوى العالمية الموجودة آنذاك...
إن جيوش الروم في ذلك الوقت كانت تقدَّر بالملايين وجيش فارس كان يزيد على مليوني جندي
بينما كانت الشعوب تعيش على مساحات واسعةٍ من الأرض تُكوِّن الآن عشرات الدول...
إن معركة بدرٍ في التحليل السطحي معركة عابرة لا يُرجى أن يكون لها أيّ أثر من أيّ نوع
إلا في بعض النقاط غير المرئية في حياة الصحراء
ولكن التحليل العميق يثبت غير ذلك تمامًا
فبعد بدر ولدت أمة ثابتة راسخة
لها رسالةٌ
ولها هدف
ولها طموح..
وبعد بدر... تغير التاريخ البشري حقًّا بعد قيام دولة الإسلام
ونشأت الأمة التي حملت على عاتقها هداية البشرية
الأمة التي ستصبح خير أمة أخرجت للناس..
وخرج الجيش الذي سيزلزل بعد ذلك عروش كسرى وقيصر..
إن بدرًا معركة فرّقت بين مرحلة ..كانت فيها دولة الإسلام دولة ناشئة ضعيفة مهددة
ومرحلة أخرى صارت فيها هذه الدولة فتيَّة قويَّة
لها اعتبار وشأن في المنطقة
وأصبح العالم كله يسمع عنها..
كانت بدر إذن لحظة فارقة حقًّا
لذلك ليس من المستغرب أن يسميها الله..يوم الفرقان..
إنَّ مقاييس الله ليست كمقاييس البشر
فقد حدثت عدة صدامات وحروب مروعة بين الروم والفرس
ولم يتغير من واقع العالم ولا من وجه التاريخ شيء
يقول تعالى:
{الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ}
فازت الروم أو هزمت الروم ..ليس لذلك أثرٌ في واقع الأرض
ما هي إلا لحظات عابرة في عمر البشرية
أمَّا الصدام البسيط الذي حدث بين المدينة المنورة ومكة في بدر
فقد غَيَّر وجهَ الأرض...
وإذا كان الأمر كذلك فيجب أن نقف وقفة طويلة أمام غزوة بدر
فغزوة بدر لم تكن غزوة عظيمة بجغرافيتها أو خططها أو السلاح المستخدم فيها
إنما كانت عظيمة بأهل الحق فيها، ولو كانوا قلة بسيطة فقراء
أو كما وصفهم القرآن
{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} ..
لقد كانت بدر عظيمة
بالطائفة المؤمنة النبيلة التي شاركت فيها
ومن أجل هذه الطائفة
حدثت تغييرات كونيَّة هائلة
فنزلت الملائكة وخضع الشيطان..بل نكص على عقبيه مذمومًا مدحورًا..
لذلك.. لا بد أن نقف وقفة لندرس هذه الطائفة المؤمنة
فهذه الطائفة ..هي معيار للجيش المنتصر..
إن جيش بدر مقياسٌ لجيوش المسلمين
فالجيش الذي يستطيع الاتصاف بصفات جيش بدر
يستطيع تحقيق انتصارات كانتصار بدر
ويستطيع صناعة يومٍ يسمَّى (يوم الفرقان)
سواء كان ذلك الآن
أو من مائة سنة مضت
أو بعد مائة سنة قادمة... وإلى يوم القيامة...
وحين حانت ساعة الصفر
والجيشان أمام بعضهما...
قام رجل من المشركين اسمه الأسود بن عبد الأسد المخزومي
وأقسم أن يشرب من حوض المسلمين أو ليموتَنَّ دونه
وانظر كيف يمكن أن يكون حجم الضلال
كفاح وتضحية واستعداد للموت من أجل قضية فاسدة
{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآَهُ حَسَنًا}..
وقام الرجل ليبرَّ بقسمه
لكن قابله الأسد حمزة بن عبد المطلب وضربه ضربة قطعت ساقه
ومع ذلك -سبحان الله- فقد كان الرجل مصرًّا على الوفاء بقسمه
وزحف على الأرض ليصل إلى ماء بدر
لكن حمزة (رضي الله عنه) أدركه وقتله قبل أن يصل إلى مراده...
وكانت هذه نقطة مهمة جدًّا لصالح المسلمين
وليس المهم مَن هذا الشخص الذي قتل
ولكن المهم أن هذا حدث في أول دقيقة من المعركة
فكان هذا توفيقًا كبيرًا من رب العالمين، رفع معنويات المسلمين
وأحبط معنويات الكافرين..
تحرك الغيظ في قلوب زعماء الكفر
فنهض ثلاثة من الزعماء بأنفسهم يطلبون المبارزة مع ثلاثة من المسلمين
وكانت هذه عادة في الحروب القديمة
أن يتبارز أفراد قلائل كنوع من الاستعراض
ثم يبدأ الهجوم العام الشامل بعد ذلك...
فمن الذي قام من الكفار؟
أمر عجيب..
لقد قام ثلاثة من عائلة واحدة.. !
قام عتبة بن ربيعة القائد القرشي الكبير
وقام أخوه شيبة بن ربيعة القائد القرشي الكبير أيضًا
وقام ابن أخيه الوليد بن عتبة أحد فرسان قريش المشهورين..
وهذه مجموعة من أفضل فرسان مكة
لكن العجيب الذي يلفت النظر ..هو قيام عتبة بن ربيعة
فعتبة بن ربيعة كان من الحكماء المعدودين في قريش
وكان من أصحاب الرأي السديد في أمور كثيرة
وكان يدعو قريشًا أن تخلي بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين العرب
ولا يقاتلوه
وكان يقول إن هذا الرجل ليس بشاعر ولا كاهن ولا ساحر ولا بكاذب
وكان يرفض فكرة القتال في بدر بعد إفلات القافلة
وكان إلى آخر لحظة يجادل المشركين في قضية القتال
لدرجة أن الرسول صلى الله عليه وسلم نظر إليه من بعيد قبل بدء المعركة
وكان عتبة يركب جملاً أحمر
فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
"إِنْ يَكُنْ فِي أَحَدٍ مِنَ الْقَوْمِ خَيْرٌ، فَعِنْدَ صَاحِبِ الْجَمَلِ الأَحْمَرِ، إِنْ يُطِيعُوهُ يَرْشُدُوا"..
لكن القوم لم يطيعوه، وأصرُّوا على القتال
وللأسف الشديد!
دخل عتبة معهم المعركة
وللعجب الشديد، خرج في أول من خرج للمبارزة والقتال...!
لقد كان عتبة بن ربيعة مصابًا بمرض الإمَّعِيَّة
حكيم في الرأي، ولكن يسير مع الناس
إذا أحسنوا أحسن، وإذا أساءوا أساء..
وهذا الذي أَرْداه فأصبح من الخاسرين
وهذا النموذج نراه كثيرًا: أشخاص ذوو رأي سديد، تُعقد عليهم الآمال في تغيير مَن حولهم
ولكنهم يخيبون تلك الآمال، ويسيرون مع التيار؛ فيهلكون...
خرج الفرسان الثلاثة يطلبون القتال
فخرج لهم ثلاثة من شباب الأنصار
لكن الفرسان المشركين قالوا: لا حاجة لنا بكم، إنما نريد أبناء عمِّنا
نريد قتالاً قرشيًّا قرشيًّا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قم يا عبيدة بن الحارث (عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب ابن عمه)
قم يا حمزة (عمه)
قم يا علي بن أبي طالب (ابن عمه)
وانتبهوا لهذا الاختيار، كلهم من الأقربين
مع أن القتال خطير
لكن القائد وعائلته يعيشون حياة الناس تمامًا
ويتعرضون لكل مشاكل الأمة
وفي أوائل المضحين والمجاهدين..
وبدأت المبارزة!
والتقت السيوف
واحتدم الصراع
وارتفعت الآهات
ثم بدأت الدماء تسيل بل تتساقط الأشلاء..
واشتعلت أرض بدر بالقتال
هجوم شامل كاسح في كل المواقع
صيحات المسلمين ترتفع بشعارهم في ذلك اليوم: أَحَدٌ أَحَد
صليل السيوف في كل مكان
والغبار غطَّى كل شيء..
ومع كل الحماسة التي كان المسلمون فيها
إلا أنهم ما زالوا في حاجة للتشجيع والتحفيز أكثر وأكثر
لأن الموقف صعب، بل غاية في الصعوبة
هنا يأتي دور التحفيز بشيء
ليس هناك مؤمن واعٍ فاهم يكسل أو يتعب عندما يسمعه..
جاء وقت التذكير بالجنة..
رفع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) صوته ليُسمِع الجميع:
"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لاَ يُقَاتِلُهُمُ الْيَوْمَ رَجُلٌ، فَيُقْتَلُ صَابِرًا مُحْتَسِبًا مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ
إَلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ"
الكلام عجيب
هذا الكلام لا يمكن أن يفهمه علماني
ولا يمكن أن يفهمه كافر أو فاسق...
لماذا الكلام عجيب
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يحفز الناس على الدفاع عن حياتهم
بل حفزهم على فَقْد حياتهم... !
فانتبه لهذا القول:
"لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا"
من كان يعيش لدنيا، وقُتِل .. فَقَدَ كل شيء
لكن من كان فاهمًا لمعنى الجنة
سيكون للقتل عنده معنى آخر
ولكن الجنة ليست على الأرض
الجنة تأتي بعد الموت
يعني الموت هو الحاجز الوحيد بين الشهيد الذي يقتل في أرض القتال
وبين الجنة...
والموت المكروه عند عامَّة البشر
يصبح أمنية بل أسمى الأماني لمن فَقِه حقيقة الجنة..
فلا يمكن للإنسان أن يكون عنده يقين في هذا الكلام
ثم لا يشتاق إليه
لذلك فالجيش المنصور ... جيش لا يخشى الموت فعلاً
اطلب الموت توهب لك الحياه
وعندما تكلم الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن الأمة المهزومة
ذكر من صفاتها الوَهْن
فسُئل: وما الوهن؟
فقال: "حبُّ الدنيا، وكراهيةُ الموت"
فلو وُجِد هذا في نفوس الأمة هُزِمَت
ولو أحبت الأمة الموت وُهِبَت النصر، ووهبت الجنة...
إسحاق رابين رئيس وزراء إسرائيل الراحل
كان يقول تعليقًا على اتهام اليهود له بعدم القدرة على السيطرة المجاهدين
قال: أتحدى أيَّ جهاز مخابرات في العالم يقاوم أُناسًا يريدون أن يموتوا....
هذا كلام في منتهى الدقة
حقًّا .. من المستحيل أن تقاتل إنسانًا يريد أن يموت..
بم ستخيفه؟
هل ستقول له: سأقتلك؟
هذا هو ما يريده
بل هو خائف ألا يموت...!
هل منا من يريد أن يموت؟
يفكر في يوم يموت فيه في سبيل الله؟
لو أنك لا تتمناها ولا تبحث عنها
فأنت لا تعرف الجنة..
لا تقل: أين الجهاد؟
وأين القتال؟
المسألة مسألة صدق، ومسألة نيَّة..
تريد أم لا تريد؟
لو أردت ستنال الأجر
وتدخل الجنة وإن متَّ على فراشك...
"مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ، بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ"
ولو لم تُرِدْ فلن تنال أجر الشهادة،
حتى لو فُتِحَ لك ألف باب للجهاد..
ولنرى .. ماذا فعلت الجنة في الصحابة في بدر؟
عمير بن الحمام (رض) يقف بجانب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول:
"قُومُوا إِلَى جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَواتُ وَالأَرْضُ"
كم مرة سمعنا هذه الكلمات؟
كثيرًا
كم مرة عملنا لها؟
قليلاً
عمير بن الحمام سمع هذه الكلمة
فقال متعجبًا: عرضها السموات والأرض!!
الإنسان منا يكافح سنين طوالاً لكي يصبح عنده شقة
أو سيارة
أو بعض الأموال
أو بعض السلطات
كل هذا لا يمثل واحدًا على مليون مليون من الأرض
فكيف بالجنة التي عرضها السموات والأرض؟! ما شكلها؟!
عمير يتعجب: عرضها السموات والأرض!
قال (صلى الله عليه وسلم).. نعم
سبحان الله!
هكذا في منتهى الإيجاز
لا شرح ولا تفصيل
وعمير بن الحمام (رض) يتلقى بمنتهى اليقين
لا جدال.. لا محاورة
قال عمير: بَخٍ بَخٍ (كلمة للتعجب)
قال له صلى الله عليه وسلم: "مَا يَحْمِلُكَ عَلَى قَوْلِكَ بَخٍ بَخٍ؟"
أسرع عمير يقول: لا والله يا رسول الله، ما قلتها إلا رجاء أن أكون من أهلها
فقال صلى الله عليه وسلم: "فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِهَا"....
يا الله!
عمير يعلم أنه من أهل الجنة
وهو ما زال يمشي على الأرض، أرض بدر...
بينه وبين الجنة فقط أن يموت
عمير لم يعُدْ قادرًا أن يعيش لحظة واحدة على الأرض
كان يمسك بيديه بعض تمرات يتقوَّى بها على القتال
وبعدها فكَّر
أيُّ تمرٍ هذا الذي أريد أن آكله؟!
أين ثمار الجنة، وطيور الجنة، وشراب الجنة، وحوض الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة؟
فألقى بالتمرات على الأرض
وقال كلمة عجيبة
قال " لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة"
أَكْلُ التمرات حياة طويلة!!
هل سأنتظر ثلاث أو أربع دقائق آكل فيها التمر؟
هذا كثير..
فألقى بنفسه وسط الجموع الكافرة
استشهد... دخل الجنة.. هو - يقينًا - في الجنة...
أهل الدنيا، طلاب الدنيا
يظنون أن عميرًا خسر
مات في عزِّ شبابه كما يقولون
لم يستمتع بحياته
لكن المقاييس الصحيحة ليست هكذا...
نأتي إلى عمير بن أبي وقاص
شاب لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره،
وفي تعريف القيم والأخلاق والمبادئ والعقائد... من سادة الرجال
تقدم وهو في هذه السن الصغيرة
ليجاهد مع المجاهدين في بدر، لكنه كان خائفًا
من أيِّ شيء كان خائفًا؟
هل يخاف أن يموت؟
لا، بل يخاف ألا يموت...
يخاف أن يرده الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه ما زال صغيرًا
أخذ يتوارى بين القوم حتى لا يراه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرده
رآه أخوه المجاهد العظيم سعد بن أبي وقاص (رض)
فقال له: ما يحملك على هذا؟
قال: أخاف أن يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني ويردني
وأنا أحب الخروج؛ لعل الله أن يرزقني الشهادة.
رآه رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. فأشفق عليه من القتال، وردَّه
بكى عمير (رض) فستضيع عليه فرصة الموت في سبيل الله
ولكن رقَّ له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وسمح له بالجهاد
جاهد، اشتاق بصدق للشهادة، استشهد، دخل الجنة...
لقد فَهِم عمير بن أبي وقاص (رض)
وهو لم يُكَلَّفْ إلا منذ سنتين أو ثلاث
وهو لم يبلغ السادسة عشرة من عمره
ما يعجز عن فهمه أشياخ وحكماء وعباقرة.
.
أنظر إلى عوف بن الحارث (رض)
سأل رسول الله (صلى الله عليه وسلم)... يا رسول الله، ما يُضحك الرب من عبده؟
قال: "غَمْسُهُ يَدَهُ فِي الْعَدُوِّ حَاسِرًا"
هنا ألقى عوف درعه وقاتل حاسرًا
هذا الفعل يلقي الرعب في قلوب العدو
لأنه يعبر عن إنسان لا يهاب الموت بل يطلبه
قاتل عوف وقاتل وقاتل، حتى قُتِل، اُسْتُشهد، دخل الجنة...
موضوع الجنة لم يغب أبدًا عن أذهان الصحابة (رض) .. لذلك انتصروا
فمن قبل أن يأتي الجيش بدرًا ... وهو يبحث عن الجنة
وفي أرض بدر يبحث عن الجنة
وبعد بدر يسأل عن الجنة..
وأنظر في موقف أم حارثة بن سراقة
استشهد ابنها حارثة في بدر، شاب صغير مات مقتولاً
في مثل هذا الموقف، تطيش عقول، وتضطرب أفئدة، ويتزلزل رجال ونساء..
لكن أم حارثة جاءت تسأل عن شيءٍ محدَّد
(يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني
فإن يكن في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى تَرَ ما أصنع)
أهمُّ أمرٍ بعد الموت: جنة أم نار؟
هذا هو المفروض أن يشغلنا.
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى"
الله أكبر!
لماذا؟
لأنه مات صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر..
دعكم من مناهج الشرق والغرب
ومناهج الإصلاح الوهمية المبنية في الأساس على طلب الدنيا وبأيِّ وسيلة
هذه المناهج لا تُورِث إلا كآبةً وتعاسةً في الدنيا، وشقاءً وذلاًّ في الآخرة
إياكم أن تظنوا أن الغرب والشرق من أصحاب المال والسلطة والجاه والملك
يعيشون في سعادة
أبدًا!!
فمَنْ يفقد منهم ماله ينتحر
ومن يمت له ابن أو حبيب يكتئب ، وينعزل عن المجتمع
ومن يتعرض لمصيبة تصبح نهاية العالم بالنسبة له
ومن وجد نفسه فقيرًا، أو من عائلة صغيرة، أو في وضعٍ اجتماعي متدنٍّ
فإنه يعيش معقَّدًا حاقدًا على المجتمع، حاسدًا لكل الأغنياء
ومن الممكن أن يصير سارقًا أو قاتلاً أو مرتشيًا أو فاسدًا، ويعيش حياة الإجرام
الجنة فيها سلوى وتعويض
لكل مؤمن فَقَدَ شيئًا من الدنيا..
الجنة فيها جزاء لكل من تعب، أو سهر،
أو بذل مجهودًا في الإصلاح...
الجنة صبرَّت أم حارثة
الجنة جعلت المكروه محبوبًا، جعلت الموتَ مطلوبًا.
انظر ماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه ولنا:
"أَلاَ مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ؟ فَإِنَّ الْجَنَّةَ لاَ خَطَرَ لَهَا (أي: لا مثل لها)
الصحابة (رض) لم يعودوا قادرين على الصبر على فراق الجنة..
قالوا: يا رسول الله، نحن المشمرون لها.
قال: "قُولُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ".
sama- عدد المساهمات : 680
تاريخ التسجيل : 21/02/2016
رد: يوم الفرقان
sama كتب:فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأَعْلَى"
أسأل الله الكريم أن يرزقك الفردوس الأعلى
زائر- زائر
رد: يوم الفرقان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سلمت يداك وجزاك الله الفردوس الأعلى من الجنه على هذا الموضوع فنحن بأمس الحاجه له....
سلمت يداك وجزاك الله الفردوس الأعلى من الجنه على هذا الموضوع فنحن بأمس الحاجه له....
زائر- زائر
رد: يوم الفرقان
موضوع قيم أخت سما بارك الله فيك ..
ربما بدر سوف تتكرر في زمننا بصورة مختلفة من باب تكرر السنن والأحداث " وتلك الأيام ندوالها بين الناس "
لأن بدر الأولى كانت العامل الأكبر لظهور قوة الإسلام ، ومن هذا المنطلق فإن الإسلام الذي يشهد ضعفا اليوم
لم يشهد منذ قام يحتاج الى بدر آخرى يجدد فيه نفسه وقـــــــــــــوته ..
ربما بدر سوف تتكرر في زمننا بصورة مختلفة من باب تكرر السنن والأحداث " وتلك الأيام ندوالها بين الناس "
لأن بدر الأولى كانت العامل الأكبر لظهور قوة الإسلام ، ومن هذا المنطلق فإن الإسلام الذي يشهد ضعفا اليوم
لم يشهد منذ قام يحتاج الى بدر آخرى يجدد فيه نفسه وقـــــــــــــوته ..
رد: يوم الفرقان
جزاكم الله خيرا ورزقنى واياكم الجنه
صدقت اخى نعم اظن الامر سيتكرر والله اعلم
صدقت اخى نعم اظن الامر سيتكرر والله اعلم
sama- عدد المساهمات : 680
تاريخ التسجيل : 21/02/2016
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى