ليلة النصف من شعبان

هناك بعض الدعاة وخطباء المنابر 

لديهم فهم مغلوط لليلة النصف من شعبان 

وعبارتهم الشهيرة لم يثبت شيء في فضيلة هذه الليلة 

وبالتالي ينفرون الناس من أجر عظيم 

والغريب أنهم يتعاملون مع الاحاديث وفق تعامل الفقهاء 

وهذا بسبب الجهل 

فالفقيه ياخد حكما شرعيا من الحديث لذلك يتشدد في قبول الاحاديث 

فهو يبني فتاوي ومسائل على احاديث نبوية 

ومن هنا نعرف لماذا يقال ان ابي حنيفة بنى مذهبه على خمسة عشرا حديثا فقط . لكونه كان يتشدد ويضع شروط صارمة في قبول الاحاديث . 

هذا منهج الفقهاء وهو معروف 

اما أن يأخد هذا المنهج خطباء المنابر ودعاة القنوات ويعملون به 

فلا يعظون الناس الا بما صح او اتفق عليه 

فهذا سوء فهم للعلم وكيفية الاستفاذة منه 

يقول الامام أحمد : 

اذا روينا في الاحكام شددنا ، واذا روينا في الفضائل تساهلنا 

أي أن الاحاديث المتعلقة بالعبادات والمتضمنة لأحكام شرعية يتشددون في توثيقها . 

في حين أن الاحاديث المتعلقة بترغيب الناس في العبادة التي لها أصل في القران ، فإنهم يتساهلون فيها . 

لذلك أقول وأنصح : 

هذه الليلة فعلا ليلة مباركة وفيها أجر كبير لمن احياها بالذكر والعبادة او مجرد الدعاء ، وخير الدعاء طلب حسن الخاتمة كما جاء في الدعاء المأثور : 

" اللهم اجعل خير عمري آخره ، وخير عملي خواتمه ، وخير أيامي يوم ألقاك فيه " 

ولو اكتفى العبد فقط بهذا الدعاء في تلك الليلة فقد قام بعمل مهم 

حيث استغل فضيلة الزمان بأيسر عبادة وهي الدعاء بدعاء جامع مانع 

لكن ..

من تعامل مع تلك الليلة مثل سائر الليالي فقد فوت على نفسه أجر ربما سيندم عليه يوم القيامة . 

فالله عز وجل دائما يخلق الزوج من كل شيء 

هذه سنته في خلقه 

فما دام أن هناك ليلة القدر فحتما هناك ليلة زوجية لليلة القدر 

ولا أحسب تلك الليلة سوى ليلة البراءة 

أو ليلة النصف من شعبان . 

فكأن الله يفتح باب البركة منذ تلك الليلة الى ليلة القدر حيث البركات العظمى والخيرات الكبرى . 

والله أعلم