من يشاري هذا العبد على عيوبه!
صفحة 1 من اصل 1
من يشاري هذا العبد على عيوبه!
يقول عبد الرحمن بن المهلب :
خرجت إلى سوق العبيد لأشتري لنفسي عبدا يخدمني ،
فوجدت سيدا يبيع عبدا و ينادي عليه
قائلا :
من يشتري هذا العبد على عيبه ؟
فقلت له :
يا سيدي وما العيب الذى فيه ؟
قال :
سل العبد يخبرك فسألته .
فقال :
عيوبي كثيرة و لا أدري بأيها شهروني .
فرجعت إلى صاحبه وقلت :
يرحمك الله ألا تخبرني عن عيب ذلك الغلام ؟
قال :
إنه معتوه العقل ينتابه الصرع من حين لآخر .
فقلت للعبد :
أيأتيك هذا كل يوم أم يأتيك كل أسبوع ؟ فاسترجع وبكى وقال : يا سيدي إذا استولى داء المحبة على القلب ؛ سرى في الأعضاء ؛
وإذا استولى على الجوارح نشر خمار المحبة على سائر البدن فيطيش العقل بذكر الحبيب ؛ فيحدث في القلب استغراق وعلى البدن سكون فيراه الجاهل فيظنه عتها
وجنونا .
قال عبد الرحمن : فعلمت أن الغلام من أولياء الله الصالحين .
فقلت لسيده :
كم ثمن هذا الغلام ؟ فقال :
ثمنه مائة درهم ،
فقلت له :
ولك مني عشرون فوق المائة ، ثم جئت به إلى منزلي .
كان يصوم النهار
ويقوم الليل ،
ولا ينقطع لحظة واحدة عن عبادة الله
وتلاوة كتابه .
ذات ليلة دخلت مخدعه فوجدته يصلي ويبكي حتى سجد فكان يناجي ربه فحفظت من مناجاته هذه الكلمات :
*" إلهي أغلقت الملوك أبوابها ، و بابك مفتوح للسائلين . إلهي غارت النجوم ، و نامت العيون ، و أنت الحي القيوم الذى لا تأخذه سنة ولا نوم ، إلهي فرشت الفرش وخلا كل حبيب بحبيبه ، وأنت حبيب المجتهدين ، و أنيس المستوحشين ، إلهي إن طردتني عن بابك فإلى باب من ألتجيء ، وإن قطعتني عن جنابك فبجناب من أحتمي ، إلهي إن عذبتني فإني مستحق للعذاب والنقم ، وإن عفوت عني فأنت أهل الجود والكرم ، يا سيدي لك أخلص العارفون ، و بفضلك نجا الصالحون و برحمتك أناب المقصرون ، يا جميل العفو أذقني برد عفوك ، و حلاوة مغفرتك ، إن لم أكن أهل لذلك فأنت أهل لذلك ، و أنت أهل التقوى وأهل المغفرة "*
فلما أصبحت قلت له :
يا أخي كيف كان نومك الليلة ؟
فقال :
كيف ينام من يخاف النار و العرض على الواحد القهار .
ثم بكى ،
فقلت له :
اذهب فأنت حر لوجه الله .
فلم يفرح بذلك . وقال :
يا سيدي كان لي أجران :
أجر العبودية وأجر الخدمة ، فحرمتني من أحدهما أعتق الله و جهك من حر جهنم . فدفعت إليه نفقة فأبى أن يأخذ منها شيئا ،
و قال :
إن من تكفل برزقي حي لا يموت ، ثم غاب عني .
كنت كلما تذكرت كلامه أخذني البكاء ، فسألت الله أن يحشرني في زمرة عباده الصالحين المحبين لقربه ،
والساعين ليلهم ونهارهم إلى طلب فضله
ورضاه .
خرجت إلى سوق العبيد لأشتري لنفسي عبدا يخدمني ،
فوجدت سيدا يبيع عبدا و ينادي عليه
قائلا :
من يشتري هذا العبد على عيبه ؟
فقلت له :
يا سيدي وما العيب الذى فيه ؟
قال :
سل العبد يخبرك فسألته .
فقال :
عيوبي كثيرة و لا أدري بأيها شهروني .
فرجعت إلى صاحبه وقلت :
يرحمك الله ألا تخبرني عن عيب ذلك الغلام ؟
قال :
إنه معتوه العقل ينتابه الصرع من حين لآخر .
فقلت للعبد :
أيأتيك هذا كل يوم أم يأتيك كل أسبوع ؟ فاسترجع وبكى وقال : يا سيدي إذا استولى داء المحبة على القلب ؛ سرى في الأعضاء ؛
وإذا استولى على الجوارح نشر خمار المحبة على سائر البدن فيطيش العقل بذكر الحبيب ؛ فيحدث في القلب استغراق وعلى البدن سكون فيراه الجاهل فيظنه عتها
وجنونا .
قال عبد الرحمن : فعلمت أن الغلام من أولياء الله الصالحين .
فقلت لسيده :
كم ثمن هذا الغلام ؟ فقال :
ثمنه مائة درهم ،
فقلت له :
ولك مني عشرون فوق المائة ، ثم جئت به إلى منزلي .
كان يصوم النهار
ويقوم الليل ،
ولا ينقطع لحظة واحدة عن عبادة الله
وتلاوة كتابه .
ذات ليلة دخلت مخدعه فوجدته يصلي ويبكي حتى سجد فكان يناجي ربه فحفظت من مناجاته هذه الكلمات :
*" إلهي أغلقت الملوك أبوابها ، و بابك مفتوح للسائلين . إلهي غارت النجوم ، و نامت العيون ، و أنت الحي القيوم الذى لا تأخذه سنة ولا نوم ، إلهي فرشت الفرش وخلا كل حبيب بحبيبه ، وأنت حبيب المجتهدين ، و أنيس المستوحشين ، إلهي إن طردتني عن بابك فإلى باب من ألتجيء ، وإن قطعتني عن جنابك فبجناب من أحتمي ، إلهي إن عذبتني فإني مستحق للعذاب والنقم ، وإن عفوت عني فأنت أهل الجود والكرم ، يا سيدي لك أخلص العارفون ، و بفضلك نجا الصالحون و برحمتك أناب المقصرون ، يا جميل العفو أذقني برد عفوك ، و حلاوة مغفرتك ، إن لم أكن أهل لذلك فأنت أهل لذلك ، و أنت أهل التقوى وأهل المغفرة "*
فلما أصبحت قلت له :
يا أخي كيف كان نومك الليلة ؟
فقال :
كيف ينام من يخاف النار و العرض على الواحد القهار .
ثم بكى ،
فقلت له :
اذهب فأنت حر لوجه الله .
فلم يفرح بذلك . وقال :
يا سيدي كان لي أجران :
أجر العبودية وأجر الخدمة ، فحرمتني من أحدهما أعتق الله و جهك من حر جهنم . فدفعت إليه نفقة فأبى أن يأخذ منها شيئا ،
و قال :
إن من تكفل برزقي حي لا يموت ، ثم غاب عني .
كنت كلما تذكرت كلامه أخذني البكاء ، فسألت الله أن يحشرني في زمرة عباده الصالحين المحبين لقربه ،
والساعين ليلهم ونهارهم إلى طلب فضله
ورضاه .
بنت الخطاب- المشرفة العامة
- عدد المساهمات : 1338
تاريخ التسجيل : 02/01/2017
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى