مات فقرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
قد مات فقرا 
كان راع لبيته معيلا ووصيا على ايتامه عمودا وسط اسرته عزيزا عفيفا رغم فقر حاله
عركته السنون والايام تهجير ونزوح وعدم استقرار في السكن والعمل فظل صامدا مكافحا وعابدا راضيا بما قسمه له ربه 
وتمر الاعوام وتزاد الهموم ضراوة وازدات الساعات شقاوة وبقي الشريف العفيف الماكبر  كلما يطل على رعيله في البيت تراه ضاحكا متبسما شاكرا وصابرا 
وجاءت اللحظات الحاسمه ونزل بالرجل المرض وكان ما كان دون اطاله فما كان البلاء الذي جاء أولا وليس أخرا وكعادته فلاشكوى له ولاجزع ولاحتى استرضاء إلا من ربه الله الحنان المنان 
فقد عاش غني النفس أبي الذل كاتما وضاغطا جرحا بصدره يسيل منه وعي القهر تاره وينزف دم العوز تاره ولكن هيهات هيهات .. هيهات ان تسمع أنين المه او ان ترى القهر في عيونه


في صمته تعودا وعلى المر تأقلما وتراه متبسما ضاحكا مقبلا يداه مرددا الف الحمد لله 
و بعد صراع ليس بالطويل في المرض طرق الموت بابه وسقط الرجل الشامخ صريعا بالضربة الاولى ومات تاركا خلفه ايتام ضعاف وارملة مسكينة ليس لهم إلا الله جل جلاله ولاحول ولاقوة إلا بالله
افتدرون كيف مات ؟


مات فقرا وقهرا والناس نيام.
مات بردا مات عوزا وعاجزا عن شراء الدواء.
مات غريقا وحيدا صريعا في بحر الاوجاع والآلام.
مات قتلا بالهموم اعزلا مجردا في ملحمة مر الايام.


اتدرون من الذي مات ياناس ؟
هل تعرفون من الذي مات يا ناس ؟


مات ضميركم المفقود.
مات وجدانكم الموروث.
ماتت بصيرتكم ودمعتكم.
ماتت الكلمات في قواميسكم. 
صدق ، امانه ، عهد ، عون ، عطاء ، رحمة ، بر ، احسان ، عدل. 
ودفنتموها في واد عميق فنبت فوق ترابها زرع عجيب لاترون فيها العجب والاستغراب بل أضحت زينة لمن يحصل منكم عليها 


كذب ، غدر ، خيانه ، عقوق ، غش ، ظلم 


 # سحقا سحقا .. بعدا بعدا #