البابليون

من طرف برق البوق الإثنين سبتمبر 28, 2015 6:40 pm

أصلهم من القبائل العربية الأمورية القديمة، سميت امبراطوريتهم “البابلية” نسبة إلى عاصمتهم “بابل” أي باب الإله، وأشهر ملوكهم على الإطلاق حمورابي7111 ـ 1669 ق.م. الذي توسع في دولته.

اتصف نظام الحكم عندهم بالحكم المطلق الذي يتوخى العدالة في ظل القانون: “أنا حمورابي الأمير الأعلى، عابد الآلهة لكي أنشر العدالة في العالم وأقضي على الأشرار والآثمين، وأمنع الأقوياء من أن يظلموا الضعفاء وأنشر النور في الأرض وأرعى مصالح الخلق”. وقد سار جميع ملوك بابل على هذا النهج تقريباً.

من شريعة حمورابي

المادة 229: إذا بنى مهندس بيتاً لأحد الأشخاص ولم يكن بناؤه متيناً وانهار البيت وسبب قتل من فيه يعاقب المهندس بالموت.

المادة 223: إذا بنى مهندس بيتاً لأحد الأشخاص ولم يضع له أسساً متينة فانهار أحد الجدران فعلى المهندس أن يعيد بناء ما تهدم على نفقته الخاصة.

ويمكن إنزال عقوبة الإعدام على من اقترف الجرائم التالية:

شاهد الإثبات المزور في قضية جنائية.

اللص الذي يسرق كنوزاً من المعابد أو قصر الأمير.

اللص الذي يسرق منقولات ذات قيمة.

وكانت عقوبة الاعدام تفرض في الحالات التالية: هتك الأعراض ـ خطف الأطفال ـ قطع الطرق على القوافل ـ الجبن في القتال ـ سوء استعمال الوظيفة ـ المرأة التي تتسبب في قتل زوجها كي تتزوج من غيره.

كما أن هناك عقوبات رادعة اعتمدت مبدأ: «العين بالعين والسن بالسن. ومنها إذا كسر إنسان لرجل شريف سناً أو فقأ له عيناً أو هشم له طرفاً من أطرافه حل به الأذى نفسه الذي سببه له. وإذا ضرب انسان طفلاً ومات حكم على طفل القاتل بالموت…

ومع أن شريعة حمورابي كانت قاسية في العقوبات وخاصة على كل من يخرج على العرف السائد، أو يقترف ذنباً لا يتفق مع التقاليد والأخلاق والنظام العامة، لكنها بقيت مدة خمسة عشر قرناً كاملة محتفظة بجوهرها رغم ما طرأ على أحوال البلاد من تغيير ورغم ما أُدخل على الحياة الاجتماعية من تبدل، ولقد عدلت بعض مواده.

عرفت بابل محاكم الاستئناف يحكم فيها قضاة الملك. وكان محرماً على القاضي لأي سبب من الأسباب أن يغير حكماً أصدره. وكانت عقوبة العزل لكل قاضٍ يفعل ذلك .ولا يجوز إيقاع العقوبة دون شهود تحاشياً للخلاف في المستقبل.

طبقات المجتمع البابلي

ـ الطبقة العليا: من ولِد أفرادها أحراراً من أبوين حرين أو من أم حرة. أما إذا كان أبوه حراً وأمه جارية فيصبح محرراً وليس له كافة حقوق الأحرار. وكان الأحرار يتمتعون بكل الحقوق ولهم السيادة في المجتمع.

ـ طبقة العامة أي المساكين. وأفراد هذه الطبقة هم من الفقراء من الأحرار أو الأرقاء الذين تحرروا. وكان معظم أفراد هذه الطبقة الأحرار الذين تزوجوا بالإماء فولدن لهم أبناء اعتبروا من طبقة الأرقاء ولكنهم تحرروا بموت والدهم. وقد عمل أفراد هذه الطبقة بشتى أنواع المهن.

ـ طبقة العبيد الأرقاء وأفراد هذه الطبقة هم الذين ولدوا في الرق وأسرى الحرب. وقد اعترفت لهم شريعة حمورابي ببعض الحقوق كإمكانية الزواج من امرأة حرة، والأولاد من الحرة أحرار. وفسحت لهم امكانية التحرر بدفع مبلغ من المال يستقرضونه. وكانت أجساد العبيد تكوى وتوشم بعلامات خاصة تميزهم عن غيرهم. وكانوا يؤدون أعمال السخرة.

اهتم البابليون بالزراعة، فاكتسبوا من حفر الأقنية وإقامة السدود الصغيرة لحماية مزروعاتهم من الفيضانات.

انتشرت أيام حمورابي صناعة صهر المعادن وسبكها، ومنها النحاس والقصدير والرصاص وعرفوا الحديد على نطاق ضيق. واهتم البابليون بصنع الأسلحة ودبغ الجلود وصب المنسوجات وعصر الزيتون. ومن الآلات الصناعية في الحضارة البابلية النول وعجلة الفخاري.

والبابليون هم الذين قسموا محيط الدائرة إلى 360 درجة وكل درجة إلى 60 دقيقة وكل دقيقة إلى 60 ثانية. ووضعوا قواعد لاستخراج مساحة الأشكال غير المنتظمة والمساحات المعقدة وأوجدوا إشارات الطرح والتقسيم واعتمدوا التعداد العشري والتعداد الستيني. وقسّموا اليوم إلى 12 قسماً وكل قسم يتألف من ساعتين وكل ساعة من 60 دقيقة. وكانت سنتهم اثني عشر شهراً قمرياً، ستة أشهر منها مؤلفة من 30 يوماً وستة أشهر مؤلفة من 29 يوماً. ولما كان مجموع السنة بذلك 354 يوماً أضافوا شهراً إضافياً قصيراً تضبط به أيام السنة.

وتقدم علم الفلك أيام البابليين تقدماً كبيراً لأن اهتمامهم العظيم بالتنجيم قادهم إلى رصد النجوم، وصوروا مساراتها ولاحظوا الفرق بين الكوكب السيار والنجم الثابت ظاهرياً.

انقسمت الدولة البابلية إلى دولتين: الأولى ازدهرت نحو الألف الثاني قبل الميلاد وحلت محل سومر وأكد، وبلغت عصرها الذهبي مع المشترع حمورابي. ثم تغلب عليها الحثيون والأشوريون ودمر عاصمتهم بابل الملك الأشوري سنحاريب سنة 689 وأعاد بناءها أسرحدون. ثم ظهرت الدولة الثانية واستمرت من 626 إلى 539، وكان من أشهر ملوكها نبوخذ نصر الثاني.

من أهم آثار عاصمتهم بابل وباب عشتار وبلاط نبوخذ نصر الثاني والطريق الملوكي.