عجائب الطيور

طائر الواقواق ( cuckoo bird ) 

من عجائب هذا الطير أنه لا يحضن على بيضه حتى يفقص ولا يربي فراخه بنفسه ، وإنما  يضع بيضه في أعشاش طيور أخرى وهي من تتولى له مهمة تربية أفراخه ، حيث تكمن حيلته في كونه يختار عش بعناية ، بعدها يستغل فترة غياب الطير عنه ليضع بيضة على مثال وشبه البيض الذي في ذلك العش ، وبعد مجيء الطير لا يلحظ الفرق بين بيضه وبيض طائر الوقواق ، فيتولى مهمة حضن ورعاية الفرخ الأجنبي حتى يكبر ويقوى من غير أن يلحظ أن الفرخ ليس فرخه ( هنا المزيد: وثائقي ). 





وقد طرحت مجموعة من التفسيرات لهذا الأمر ، لكن يبقى تفسير هذا السلوك في علم لله جل وعلاه ، فلا شك أن الله عز وجل هو من ألهمه هذا الأمر لحكمة لا نعلمها ولم ندركها بعد ، فسبحان من خلق وألهم وهدى . 

ومن عجائب هذا الطير أنه بعد عودته إلى أوروبا في فصل الربيع قادما إليها من إفريقيا يبدأ في إطلاق أصوات وتغريدات جميلة ألهمه الله عز وجل إياها تثير لدى السامع شوقا وحنينا في داخله ، وفسر ذلك بأنه يكون سعيدا بقدوم فصل الربيع وخروج فصل الشتاء ، لذلك أصبح صوته يقترن عادة  بموعد مجيء الربيع وتغير الفصول . 
وقد أعجب بصوته العديد من الملحنين في أوروبا حتى أن بيتهوفن الشهير استلهم السيمبفونية رقم 6 من نداء الوقواق الذي يطلقه في بداية الربيع .

- Beethoven Symphony No 6 -



(المزيد هنا : مقال أجنبي )

طائر الطنان (Hummingbird )



هذا الطائر هو أعجب الطيور وأغربها ، ومن الأشياء التي تميزه هو دقات قلبه المرتفعة وهي المسؤولة عن كل شيء غريب فيه ، فقد تصل عدد دقات قلبه في الدقيقة إلى 1260 دقة ، وهو رقم مرتفع بالمقارنة مع الإنسان الذي لا تتجاوز دقات قلبه 70 دقة في الحالة العادية ، وهذا هو سبب فرط الحركة التي يتميز بها طائر الطنان ، ومعلوم أن الحركة تستنزف الطاقة ، لذلك هو دائم التنقل بين الزهور والأمكنة التي فيها طعامه ، فقد تصل عدد الزهور التي يمتص رحيقها في اليوم إلى 2000 زهرة . 
والعجيب أن الله عز وجل زوده بذاكرة قوية حتى يقدر على معرفة الزهور التي يمتص رحيقها الغني بالسكر فلا يعاود الرجوع إليها ، وقد وجد العلماء أن نسبة وزن دماغه بالمقارنة مع جسمه هي % 5 وهذا ضعف معدل الإنسان (الذي هو % 2.5 ) وهذا الأمر هو سر ذاكرته  .

 


وبسبب حاجته الكبيرة إلى الطعام التي قد تصل في اليوم إلى نصف وزنه ، وهذا الأمر قد لا يكون متاحا في كل الأوقات خاصة أوقات الشتاء  فقد ألهمه الله عز وجل حيلة تجميد نفسه أو الدخول في حالة السبات العميق (torpor) بحيث يمكث ليلة كاملة بلا حراك حتى يضمن المحافظة على طاقته وتوقيف عملية الأيض عنده .  
ومن الأمور العجيبة في هذا الطائر أنه يستطيع الحركة في كل الإتجاهات ، فهو يطير إلى الأمام كما يطير إلى الخلف ، بل يقدر على الطيران بالمقلوب لذلك يسمى أحيانا الطائر المجنون ، وهذه القدرة لا يشاركه فيها أحد من الطيور . 
فسبحان من أبدع مخلوقاته وزودها بما تحتاج إليه في توفير رزقها  . 


(المزيد هنا :  مقالة )

طائر البوم (Owl) :



من بدائع صنع الله في هذا الطير أنه لا يصدر تقريبا أي صوت أثناء تحليقه في الجو أو لحظة انقضاضه على فرائسه ، فطيرانه الصامت أحد أقوى أسلحته التي تمكنه من الإصطياد في الليل والنهار ، والله عز وجل جعل له قوتين : أحدها في جناحه حيث أنه مصصم بشكل يتيح له مرونة عالية في التحرك وإحتواء تيارات الهواء ، والقوة الثانية : تكمن في وجهه الشبيه بقرص مقعر ويطلق عليه " القرص الوجهي " وهو قادر على تمديده وتقليصه بحسب الظروف والحاجة ، وبسبب هذه الخاصية يستطيع تحديد مصدر صوت الفريسة بكل سهولة ثم الإنقضاض عليها . 
هذا فديو من إنتاج القناة البريطانية BBC يظهر كيف أن طائر البوم لا يصدر تقريبا أي صوت وقت التحليق بخلاف بقية الطيور الجارحة أو غير الجارحة .
 
https://www.youtube.com/watch?v=d_FEaFgJyfA

وهذه القدرة على إخفاء حركته أثناء الطيران جعلت علماء أمريكا المختصين في تطوير وتصميم الطائرات الحربية يستلهمون منه صناعة أحد أقوى الطائرات الشبحية وقت صناعتها وهي طائرة الشبح F117 المسماة : بومة الليل . 




حيث تعد هذه المقاتلة أحد أهدأ الطائرات في العالم ، لكون المحرك المسؤول عن إصدار الصوت موضوع بشكل مخفي داخلها ، كما أن شكلها الخارجي يسمح لها بالتخفي عن موجات الرادار .
وبلا شك أن تسمية هذه الطائرة بالبومة هو إعتراف بمدى الإستلهام الذي إقتبسه المهندسون من طائر البوم لحظة تطوير وصناعة تلك المقاتلة . 
والولايات المتحدة الأمريكية تقريبا جل طائراتها هي استلهامات من الطيور الجارحة حتى أقوى طائرة لديها حاليا المعروفة باسم F 22 هي استلهام من العُقاب .   
 
والله عز وجل حينما أمرنا بالتفكر والنظر إلى الطيور كان القصد الأول هو تسبيحه وتعظيمه والإقرار بطلاقة قدرته والقصد الثاني هو الاستفادة من علم الله المبثوت في خِلقَة الطير .
فسبحان الله عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته .