قصة سبأ.. لنا فيها عبرة.

رُقيَّة كتب:

.

جزى الله الشيخ د. عقيل الشمري خير الجزاء. 
وجزاك يارُقـيـه خــيرا الجـــزاء

والحمد لله رب العالمين. 
الحمدلله رب العــالــمين

.

.

اللهم أدم علينا نعمك، وعافيتك وسترك 

واجعلنا ممن رضيت عنهم فارضيتهم ورزقتهم جنتك 

اللهم لك الحمد حتى ترضى 

ولك الحمد اذا رضيت  

ولك الحمد بعد الرضا  

اللهم ارزقنا شكر نعمك التي

لا تعد ولا تحصى 

اللهم قناعة ترضينا ورضاً يريحنا 

يا أكرم الأكرمين ويارب العالمين اللهم آمين.
آمـــــــيــــــــن
وصلى اللهم وبــــارك وســـــلم على حبيبك المصطفى 

.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

.

رُقيَّة كتب:

قال الله تعالى : (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)

شكور واضح الحكمة 

.

لماذا ختمت الآية بكلمة شكور؟

زائر كتب:

.

فمن الذي جعل السد في هذه اللحظة بالذات ينهدم عليهم؟

نعم، قدر الله، وعقوبة الله. .

لكن لسبب المادي ماهو؟

.

هناك رواية وجدتها في تفسير ابن جرير الطبري رحمه الله

والرواية هذه تهمنا يا إخوة واللهِ لأنها تصور لنا حال تلك الأمة قبل انهدام السد.

.

أشغلهم حروب داخلية، صراعات داخلة، تفرق داخلي فيما بينهم.

أشغلهم حتى تعاهد هذا السد .

.

أرأيتم إذا اختلفت الكلمة، تؤدي الى مثل هذه القضايا..تؤدي اختلاف الكلمة 

إلى أن ستترك أمور أهم المهمات، وينشغل المجتمع والبيئة 

.

وهذه البلدة كما انشغلت سبأ هي أمور أقل من ذلك جنته،زراعته، مادته...

وصراعات وهكذا ، أنا أفضل منه ، وهذا أفضل مني، وهذا من حزبي، وذاك من حزبه..

.حتي تركوا العناية وترميم هذا السد، ولهذا جاء في عدة روايات....

.

أنظروا يا إخوة، كيف الإنسان يظلم نفسه.. (الملل)

الملل هذا المرض الذي  يعتبر من فطرة الإنسان حينما يدخل هذا الملل ولا يُصرِّفه في ما يريد الله ، 

.

انظر الى أين أدى بهم الملل...ملل على نفس الروتين ، 

وأصبح الإنسان يريد جديد، يريد مكان جديد، ويريد منظر جديد، يريد أمر جديد.

.

الملل عبث بقوم سبأ الى درجة أنهم رفضوا النعمة التي بين أيديهم 

وتمنّوا أن تُبدّل لهم بأشق منها! أي عقول هذه واللهِ..؟

.

انظروا الى الجهل أين يصل بالإنسان! 

يصل الجهل بالإنسان لدرجة أحياناً أنه هو بنفسه وبِلسانه يجلب على نفسه الشرور..

.

ولهذا قال الله تعالى: (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْر)

ومن هنا نهت الشريعة أن يدعي الإنسان على ماله وأولاده  

لأنك تستعجل شر. الله صرفه لكنك أنت تستعجله.

.

الملل وصل بهم أنهم قالوا: (رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا) 

مع أن الله تعالى قال: (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ) 

.

أي: قرى الشام، وهم في حضرموت في اليمن، جعل ما بين جنوب جزيرة العرب 

 وشمال جزيرة العرب،جعل بينها (قُرًى ظَاهِرَةً )    

.

كلمة ظاهرة دليل على كل ما وصلت وأنت مسافر الى قرية تظهر لك قرية بجوارها تراها 

رأي البصر، معناها أنها قريبة، وإذا وصلت الى القرية الثانية ظهرت لك القرية الثالثة

وإذا وصلت الى القرية الثالثة، ظهرت لك القرية الرابعة وهكذا.. 

.

الى درجة أن الإنسان الذي يسافر من بلاد سبأ ويريد بلاد الشام، وصل به الأمر أنه لايحمل زاداً 

ولا ماءاً، ولا طعاماََ..من نعمة الله التي هم فيها، أغرقهم الله بالنعم، وهذا هو الله سبحانه وتعالى.

.

هذه النعمة مَلُّـــوها!

فقالوا بألسنتهم: (رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا )

نحن ما نريد السفر هذا.. نريد السفر نركب فيه الرواحل  

ويأتينا مشقة ونحمل فيه من الزاد، وندخل فيه من المغامرات ...

.

في هذه اللحظة قال الله تعالى: 

(وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ )

.

الى اليوم في بعض البلدان العرب يُضرب المثل بِتفرق سبأ..

(فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ )

.

( وَ مَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) 

هذا جزاء التَّفرُّق.. أنتم تمنيتموه في تلك البلدة وأصبحت عبارة عن أحزاب صغيرة 

فجزاء التمزق أكبر من ذلك (ومزقناهم كل ممزق) 

.

 فهناك من ذهب الى الشام، وهناك مَن سكَنَ تهامة.وهناك مَن سكن الحجاز.. 

ومن الناس ذهبوا في شمال جزيرة العرب، وفي غربها، وفي شرقها ..

.

هذا هو الإنسان!

هذه القصة في نهايتها ملحظ..

.

قال الله تعالى في نهايتها: 

(إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)

.

شكور.. واضح الحكمة 

لماذا ختمت الآية بكلمة شكور؟

.

.

يتبع بإذن الله..